الجمعة، 16 يناير 2015

صراع الثقافات المتعددة

علي الرغم من أن ماوصل له إنسان القرن العشرون والحادي والعشرون بعقله ووعيه إلي ضرورة احترام ثقافةالآخر واحترام إنسانية الإنسان بعد الصراع الطويل ما بين العقلية التقدميةوالعقلية الرجعية وكانت النتيجة هي الانتصار الكبير الذي حققه الإعلان العالميلحقوق الإنسان الذي نص في ميثاقه على ضرورة المساواة بين كافة البشر وحل مسألةالتمييز النوعي والعرقي ، وضمان حق المواطنة التي أساسها الحقوق والواجبات مماأتاحت الفرصة للمنظومات والحركات الفكرية السعي إلي حل مسألة صراع الثقافاتالمتعددة التي لم تستطيع العيش معاً سواء أن كانت على المستوي الثقافي أوالاجتماعي أو الديني ، وغيرها من الخصائص التي تميز كل منهما عن الأخرى ، والأنماطالثقافية والخصوصية الثقافية التي يجب احترامها في ظل التعدد والتنوع . وعلي الرغممن المحاولة الجادة في حل ذلك الصراع إلا أن لا يزال الصراع يهدد حياة ملايينالبشر بعد ظهور التيارات المتطرفة التي تنطلق من المفاهيم الدينية أو الأيديولوجية، ومن ثم الناحية الثقافية أو العرقية وكلاهما تقودان إلي عملية الصراع ويصلالصراع إلي مرحلة الاقتتال والاحتراب وإبادة الأفراد والجماعات بدلاً من الحواروالتعايش السلمي هذا ما لفت انتباه بعض من الكتاب والمفكرين والباحثين من بينهمالمفكر العالمي صمويل هنتغتون لافتاً الانتباه للرأي العام العالمي بإصدار كتابهصراع الحضارات وأثاره هذا الكتاب جدلاً في وسط المفكرين وأصحاب الرأي مما لايوافقه ويؤيده الكثيرون دون وعياً وإدراكاً منهم وذهب بعضهم إلي نفي تلك الصراعاتعلي الرغم من تواجدها . إن الاعتراف بالصراع لا يقود إلي عملية الصراع بل العكسيقود إلي مركز تشخيص تلك الأزمة التي تهدد حياة البشر ومن ثم وضع الحلول لها. وماظهور الإرهاب وحركات الجهاد الإسلامي والقاعدة إلا نتيجة للجدل القائم بينالثقافات بمفهومها الكلي في محاولة ثقافة ما إثبات رسالتها بأنها عالمية في سعيهالفرض اللغة والدين والمحمول والموروث الثقافي لأنها هي الأفضل في مفهوم حامليهاوما سواها دون ذلك وهو صراع قائم لم ينتهي بعد ، هذا ما أدى إلي شعور بعض القومياتبأن صراع ما تهدد هويتها ومحو ثقافتها وعدم احترامها لذلك ظهرت فكرة العودة إليالجذور والاهتمام بالثقافات واللغات الأفريقية من قبل بعض الطلاب الذين درسوا فيالجامعات الأوروبية أمثال إيمي سيزار ورفاقه من بينهم ليوبلود سيدور سنغور حينماوجدوا النظرة الدونية من قبل الأوربيين للإنسان الأفريقي ومن ثم لغته وثقافتهمحاولاً إيمي إنكار ورفض لتك الأفكار والتصورات فيما ذهبوا إليه الأوربيين عبرالعودة إلي الجذور ولذلك قال سيزار ( نعرف عن أنفسنا عبر العودة إلي جذورناواكتساف ذاتنا ) رافضاً النظرة المختلةبالرجوع إلي التاريخ والحضارات الأفريقية القديمة التي سبقت حضارات شعوب العالم فيالإنسانية مستدلاً أن الثقافات الأفريقية مثلها مثل جميع ثقافات شعوب العالم ويجباحترامها ، ما وقع فيه الأوربيين من أخطاء شنيعة في حق الإنسان الأفريقي بفرضثقافتهم ولغتهم ودينهم لم يكتفوا بذلك بل وصلت الوحشية إلي درجة استعمار القارةالأفريقية واستعباد شعوب القارة السمراء وممارسة تجارة الرق وغيرها من الممارساتاللإنسانية وهي نفس الأخطاء الذي وقع فيه العرب حينما فرضوا اللغة العربية والدينالإسلامي على غيرهم من الشعوب بحجة أنها رسالة عالمية ولغة القرآن ولغة أهل الجنةالغاية منها ليست عالمية الرسالة كما يقولون بل فرض ثقافة أو أيديولوجية سواء كانتدينية أو فكرية فما هي إلا محاولة لطمس هوية الشعوب الأخرى عبر استخدام المقدسالديني لإثبات عالمية الرسالة واللغة والدين لإعادة إنتاج الثقافات في بوتقةالثقافة الإسلاموعروبية ، لم يخلو تجربة الاتحاد السوفيتي الفاشلة في محاولة إعادةإنتاج الثقافات في بوتقة اللغة والثقافة الروسية علي دول الاتحاد السوفيتي التي لمتتحدث اللغة الروسية ونتيجة للقهر الثقافي الآن كثير من دول الاتحاد السوفيتيسابقاً تتحدث اللغة الروسية علي سبيل المثال دولة أوكرانيا ، أما السودان يعاني منالصراع بين الثقافات في محاولة جدلية لفرض لغة التعامل في دواوين الحكومة وتدريساللغة العربية في المؤسسات التعليمية دون مراعاة التعدد الديني واللغوي والثقافيوهي نقطة محورية ونقطة تساءل في هيمنة اللغة العربية والدين الإسلامي على مؤسساتالدولة وجعلوا التحدث باللغة العربية مقياس للإنسان المثقف الذي يتحدث العربيةوالنظرة الدونية للإنسان الذي يتحدث لغته والتقليل من قيمة اللغات الأخرى وهيالأفريقية بأنها لغات محلية ، نتساءل كيف انتشرت اللغات الذي يقال أنها عالمية وماهو أسباب انتشارها من المعروف في زمن الفتوحات الإسلامية كانوا المسلمون يقهرونالشعوب الذين وقعوا تحت الفتح الإسلامي بتعلم اللغة العربية والدخول في الدينالإسلامي بالإكراه مما أدى إلي انتشار الدين الإسلامي واللغة العربية ، أماالانجليز والفرنسيين فرضوا لغتهم وثقافتهم عبر بوابة الاستعمار وقهروا الشعوب منهاالأفريقية للتحدث بلغتهم وتدريسها في مؤسسة التعليم النظام الذي شيده المستعمرلذلك صارت عالمية ليست علمية كما يروج له أصحابه لأن الصين واليابان والهند منالدول الصناعية إذن لماذا لم تكن اللغة اليابانية أو الهندية لغات العلم والزعمبأن اللغة الانجليزية لوحدها أو الفرنسية هي لغات العلم وهذا ما يشير إلي أن هناكصراع بين الثقافات وليس ببعيد حينما زعم ديكارت بأن اللغة الفرنسية هي لغة العلموأتى بمبررات لإثبات مدى صحة حديثه ولا يزال الصراع قائم بين الثقافات ، أين موقعالثقافات الأفريقية من تلك الصراعات التي تهدد بقائها واستمراريتها وهم يتحدثونالانجليزية والعربية والفرنسية تاركون لغاتهم دون تطويرها وتأسيس مراكز ثقافيةللحفاظ على الثقافات واللغات الإفريقية ، في الوقت الذي يتحدث فيه الشعوبالأفريقية اللغة العربية والانجليزية والفرنسية لا يحاول أصحاب تلكم اللغات تعلماللغات الإفريقية لدونيتها والتقليل من شأنها والسعي الجاد لتأسيس المراكزالثقافية في البلدان الأفريقية لتطويع الشعوب الأفريقية وانقيادهم نحو اللغةوالثقافة وهو ما يدعى الاستعمار الثقافي واللغوي الذي يحاول أصحاب اللغات التيظهرت الاكتشافات بلغتهم ونزل الأديان بلغتهم لجعلها سبباً لفرضها علي الآخرينوإخضاعهم للتحدث بها ومحاولة الآخرين دون وعياً وإدراكاً منهم الانجراف خلفهاوأحيانا باسم القومية والوحدة الوطنية يسعى أصحاب الثقافة المسيطرة على الدولةبفرضها على المجموعات العرقية والثقافية التي تختلف عنها عرقياً وثقافياً ودينياًلتوحيدهم في إطار ثقافة ولغة واحدة تجمع بينهم أو من خلال المناهج الدراسية لتمريرثقافة الفئة الحاكمة وتدريسها على القوميات الأخرى لذلك ظهر مفهوم الأقلياتالثقافية والدينية والعرقية للإشارة إلي المجموعات المضطهدة ثقافياً ودينياًوعرقياً من قبل الأغلبية أو الأقلية الحاكمة التي تسيطر على مؤسسات الدولة وتعكسعبرها ثقافتها ولغتها ودينها مما يقود إلي ظاهرة الصراع الثقافي بتنافر الثقافاتمع بعضها البعض بدلاً من الانسجام وللحد من هذا المأزق يحتاج لمزيد من الدراساتالعلمية والأبحاث الابستمولوجية كما يتطلب أيضاً من المنظمات العاملة في حقوقالإنسان والمهتمين بالشأن الثقافي العمل لوقف الهيمنة الثقافية والقهر الثقافيوالاستعمار والاستلاب الثقافي من أجل وقف سيادة مجموعة ثقافية أو عرقية أو دينيةعلى الأخرى من أجل بقاء جميع الثقافات وحفظها من الاندثار

تأثير اللغة العربية على اللغات العالمية

ينضاف إلى هذا العامل عامل التفوق الحضاري ، وبفعل الغلبة الحضارية. إن الرحالة الأوروبيين تعجبوا من حضور اللغة العربية في أفريقيا، وسجلوا ملاحظات حول ذلك. وقد ذكر المستشرق " فرنسيس مور " هذه الظاهرة قائلا:" في كل دولة أو بلد على كل من جانبي النهر (نهر غامبيا ) توجد جماعة ذات بشرة سمراء تدعى "الفولز أو الفلاني" وهم يشبهون العرب ومعظمهم يتكلم العربية…" ويقول توماس أرنولد: " ..بلغت اللغة العربية حدا يفوق كل وصف من الغنى والجمال [بل إنها] أصبحت لغة التخاطب بين قبائل نصف القارة ." ويقول أول حاكم فرنسي لقلعة فورت دو فين بالجنوب الملغاشي حين أدهشه ما رأى من حضور العربية في الأوساط الشعبية " إن الملغاشية ترتبط كثيرا بالعربية" وذكر آخر معاصر له قائلا" إن الملغاشيين يتكلمون العربية" . لقد اضطر الاستعمار عند دخوله القارة أن يتخذ العربية لغة سياسية بينه وبين الأمراء لتمكّنها بين سكان البلاد فكان التفاهم والرسائل المتبادلة باللغة العربية وهذا يدل على أنها كانت لغة رسمية لمعظم البلاد الأفريقية . وعلى الرّغم من هذا كله، فإن هذه اللغة أظهرت أعجوبتها بأن ظلت لغة عالمية لارتباطها بالقرآن، فانبثق في مطلع القرن التاسع عشر نشاط في الأمة، ودخلت في مرحلة جديدة من اليقظة،وعم الشعور بالانتماء وتجاوز هذا الشعور إلى حلقات وجمعيات وجماعات هدفها الأول إحياء اللغة العربية، وانتشرت المدارس ورجعت العربية في استعادة موقعها المستحق ، واستطاعت أن تنهض نهضة كبرى لتشق طريقها إلى العالمية رغم المعوقات التي تعترضها.
وإذا لاحظنا تعداد المسلمين في العالم اليوم ، وتعدادهم في القرون الماضية نرى فرقا شاسعا بينهما إذ يصل تعدادهم اليوم إلى أكثر من " مليار وثلث المليار" وكلهم لهم صلة بالقرآن الكريم الذي ينطق بالعربية، وهذا يدلّ على أن العربيّة أكثر انتشارا من ذي قبل، وإنّ الّذي تحتاج إليه هو خطة محكمة لتتخذها الشّعوب الإسلامية لغات عمل بدل اللغات الأجنبية، وهناك في العالم الإسلامي نهضة لا يستهان بها، لكنّها تحتاج إلى موقف موحد تسمح للعربية أن تأخذ مكانتها المستحقة في العالم، ونعني " بمكانتها المستحقّة" أن تتبناها الشعوب التي تشعر بالانتماء إلى الثقافة الإسلامية لغة رسمية لبلادهم،فالمسلمون في إندونيسيا وباكستان وبنغلاديش وفي أفريقيا، يكنّون الحب، والولاء للعربيّة . ويلاحظ أنّ بعض البلدان التي تحرّرت من لغة الاستعمار في أفريقيا تبنّت اللّغة العربيّة لغة رسمية مثل " بلدان شمال أفريقيا موريتانيا والصومال وتشاد وأن سبعين بالمئة ممن ينتمون إلى الثقافة العربية بلغتها يعيشون في القارة الأفريقية ،وهذا ما يدلّ على أن أفريقيا إذا أرادت التّخلص من مشاكلها اللغويّة التعدديّة لابدّ لها من أن ترجع إلى جذورها المرتبطة بالعربية وتتخذها لغة في الحياة والكتابة .
الإنجليزية والفرنسيةوالعربية ،فالتنميط الثقافي الذي ظهر الآن بفعل النظام العالمي الجديد يجعل هوياتالشعوب هي المستهدفة في الدرجة الأولى ، فالنظام العالمي الجديد لا يحترمالخصوصيات كما كان شأن العربية، وهذا ما سيجعل العربية محتاجة إلى عناية أكثر بهاسواء على الصعيد العربي أو الإسلامي

اثر الشخصية فى الثقافة

نظرية بارنت        اعادة الربط
التجديد بأنه عملية عقلية يتم فيها اعادة تركيب لاثنين او اكثر من الصيغ الكلية العقلية وفيها يقوم المجدد بثلاث عمليات عقلية  ان يحلل بعض الصيغ الكلية العقلية – يحلل كل صيغة منها بحيث يميز العناصر المكونة لها والعلاقات التى بين تلك العناصر يقوم المجدد بمقارنة ومضاهاة تلك العناصر ببعضها البعض .
المرحلة الاولى   عملية التحليل
النموذج الأصلى : الغواصات ذات شكل غواصة تتحرك ببطء بالنسبة لطولها
المنبه : الأسماك ذات شكل سمكة تعوم بسرعة بالنسبة لطولها
المرحلة الثانية   عملية تطابق
تطابق سمكة مع غواصة           تطابق يعوم مع يتحرك         تطابق شكل سمكة مع شكل غواصة
المرحلة الثالثة   عملية اعادة الربط
استبدال              شكل غواصة                  بشكل سمكة
استبدال            ببطء              بــ                 بسرعة
العبارة الجديدة
الغواصة شكل سمكة تتحرك بسرعة بالنسبة لطولها
نتائج نظرية بارنت
1 – كل تغير يجب ان ينظر اليه على انه اعادة ربط بين الصيغ الكلية الموجودة من قبل ولابد من وجود نقطة الابتداء 2- تتضمن الإقراربوجود عدد محدد من الصيغ الكلية الممكنة 3 – يحدد هذا العدد حجم المجموعات الاصلية من العناصر والعلاقات وعدد محدد من الثقافات الممكنة
اوجه الانتقاد
عدم اهتمام النظرية بتحديد الشروط التى على اساسها سوف يحدث تجديد معين  -التنبؤ بالارتباطات التي سوف تحدث - التنبؤ بالأشخاص الذين سيقومون بها - التنبؤات على موضوعات خاصة بالدوافع الشخصية والخبرات الخاصة
نظرية والاس      التنظيم  الاقصى
تقوم على اساس ان الكائن فى افعاله يسعى الى تحقيق الحد الاقصى الشروط الموجودة وفى حدود قدارته لكمية التنظيم الدينامى الممثل فى الصورة الفعلية التى يطلق عليها  تصور الفرد لذاته وللعالم الخارجى
تفترض ان المجددين يجددون فى اطار الحود التى تفرضها ثقافتهم والموقف المحلى والقدرات الفردية الى عامل قبول المجتمع او عدم قبوله للتجديد والعملية التى يصاغ فيها التجديد  ولا تمنع هذه العوامل

امكانية حدوث التجديد عن طريق المصادفة او عن طريق الخطأ المعرفى .   

اثر البيئة والوراثة فى بناء الشخصية






الحمد لله الذى علمنا ان نقرا وحثنا على العلم والدراسة  . فالعلم وسيلة لرقى الامم والشعوب وعلم النثروبولوجيا هو اهم العلوم التى تصل الى تطور الامم والشعوب وفى هذا البحث اتطرق الى التساند الوظيفى بين البيئة والوراثة فى بناء الشخصية لان الحتمية الجغرافية كما اثرها الغرب ماهى الا اثبات لنزعة التفوق البشرى ودعوة لشعوب جنوب الصحراء او الشرق الاوسط الى التدنى او انتم كتب عليكم ان تكونو ا بدء الفلاسفة منذ وقت كبير  يتسائلون فى مدى تاثير البيئة على الانسان  فقال الاغريق ان المناخ هو الذى يحددمزاج ومن هنا جاء الاختلاف بين الاجناس البشرية نتيجة اختلاف المناخ والطبيعة الجرغرافية  وكان ارسطو وافلاطون يرون ان بلادهم هى الانسب للحكم الديمقراطى لذاك وصل بهم الامر انهم الاقدر بحكم الامم والشعوب التى تتميز بالحرارة التى تؤدى الى التطرف فى التعبير عن المشاعر والاحاسيس والاسترخاء والاستسلام  مما يجعل الحكم الاستبدادى امرا حتميا فى هذة البلاد اما المناطق الباردة فيتميز اهلها بالبلادة والانانية  . ثم انتقل الحكم من اثينا الى روما وبدىء الرومان يرددون نفس هذة الاقوال مثل سيسيرو الذى يعزز التفوق الرومانى الى الموقع الاستراتيجى  وبلينى نسبو هذا النصر الى المناخ المعتدل  ثم بعد ان قامت الدولة الاسلامية على انقاض روما قال العلماء العرب ان جغرافية الشرق هى الاكثر ملائمة للتقدم العمرانى والتفوق الحضارى










واستدل من يدعو إلى أثر البيئة في الذكاء، وأنها تلعب دوراً مهماً في إعاقة نمو الذكاء، والقدرات العقلية، بحالة عزل الطفل عن المجتمع الإنساني، كما في حالة الأطفال الذئاب، أو حالة الجماعات المنعزلة التي تعيش في القرى النائية، وأكدت أبحاث جيزل ولورد التي أجرياها على أطفال ما قبل المدرسة الابتدائية في البيئات الاجتماعية، والاقتصادية العليا أن هؤلاء يتكلمون أسرع من أطفال البيئات الاجتماعية، والاقتصادية الدنيا، وهكذا يثبت أثر البيئة في القدرات العقلية(24) ، وظهر في الآونة الأخيرة رأي لبعض العلماء والذي يعد الذكاء قدرة كامنة تتحدد أصلاً نتيجة التكوين الوراثي للفرد، وأن للظروف البيئية تأثيرها في الذكاء ونموه، فالبيئة تتيح لهذه القدرة فرصة النمو والعمل، ومن الممكن للبيئة أن تعمل على تحسين الذكاء، وتطويره ويدل على ذلك الدراسة التي قام بها "كيفر" على (16) شاباً في إحدى مؤسسات ضعاف العقول، والتي تتراوح أعمارهم بين (15-18 سنة) عند بدء التجربة، وكان متوسط ذكائهم (66.3%) حسب اختبار بنيه، ومن ثم أعطي هؤلاء دروساً خاصة تهدف إلى إثارة نشاطهم العقلي، وفي نهاية التجربة كان متوسط ذكاء هذه المجموعة (76.4%) بزيادة قدرها (10.1% درجة)

ولكن هذا ليس محل اتفاق بين علماء الوراثة، فالدراسات تشير إلى دور الوراثة في الانحرافات النفسية والسلوكية، وهذا لا يمنع تأثير البيئة، وهذا يتفق مع نظرة علماء الاجتماع، فالمعطيات الوراثية لا تفعل فعلها، ولا تؤدي إلى انحرافات نفسية، وسلوكية إلا إذا تفاعلت مع ظروف بيئية سيئة، فالمعطيات الوراثية سبب، ولكنه غير كافٍ، وكذلك الظروف البيئية سبب أيضاً، ولكنه غير كافٍ، فتتفاعل المعطيات الوراثية مع الظروف البيئية، فتحدث الانحرافات النفسية، والسلوكية، فالإنسان لا يرث انحرافاً نفسياً، وإنما يرث استعدادات تجعله مهيئاًً للاضطراب النفسي، أو العقلي، ثم تأتي الظروف البيئية لتساعد في ظهور الانحرافات، وهذا ما أشار إليه علماء النفس من أن "الفرد لا يرث الاضطراب السلوكي أو المرض النفسي كما تورث الملامح الجسمية ولكنه يرث الاستعداد التكويني من والديه وأجداده ويظهر الاضطراب في حال وجود أو توفر العوامل المعززة له وهذا يحدث في حالة الفصام حيث يرث الفرد الاستعداد عبر مورثات متنحية وفي حالة المرح والاكتئاب حيث يرث الفرد الاستعداد عبر مورثات سائدة ذات تأثير كبير

تتعدد العناصر البيئية التي تؤثر في البناء الجسمي للشخصية، ومن هذه العناصر التي يمكن أن تدخل في مفهوم البيئة "الغذاء" الذي يتلقاه الإنسان في حياته، فالشخص الذي يغذى تغذية سليمة، وصحيحة، ومتنوعة يتمتع بجسد قوي مقاوم للأمراض، أما سوء التغذية فله آثار مدمرة على الجانب الجسدي للإنسان، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن نقص الغذاء يؤدي إلى عدم نمو العظام في الجسم بطريقة سوية، ويضعف مقاومة الجسم للأمراض المختلفة، فمعدل الوزن، والطول لدى التلاميذ الذين يعانون من سوء التغذية كان دون المعدل الطبيعي. أما إذا كان سوء التغذية في مرحلة الحمل، فهذا يؤدي إلى نقص وزن المولود، ونقص الوزن يعد مؤثراً في عدم اكتمال نمو الجنين، مما يؤثر في صحته البدنية، والعقلية، وضعف مقاومته للأمراض، وقد يترتب على هذا النقص التخلف العقلي، والعجز عن اكتساب المعارف، ومن العناصر البيئية المؤثرة في الجانب الجسمي للشخص "الأمراض" التي قد يكون تأثيرها مضاعفاً أو ينتج عنها أحياناً عاهات دائمة، كالعمى، والصمم، أو اضطراب الشخصية، والتي تؤثر بمجموعها في شخصية الإنسان، أما إذا أصيبت الأم الحامل بمرض؛ فإن الأمراض تؤثر في عملية التمثيل الغذائي، والتركيب الكيميائي للأم الذي يؤثر في نمو الجنين، وقد وجد أن الفيروس الخاص بالحصبة الألمانية إذا أصاب الحامل فإنه يؤدي إلى العديد من التشوهات الخلقية في الجنين، كصغر الدماغ، والتخلف العقلي، وتخلف النمو عموماً، كصغر العينين، وعيوب خلقية في تكوين القلب، والصمم، وتضخم الطحال، والكبد، وعيوب خلقية في العظام

خلال القرنين السابع والثامن عشر بعد اكتشاف البيضة والحيمن كانت هناك فكرة تقول باحتواء احد الخلايا الجنسية على كائن حي كامل بصورة مصغرة وان هذا المخلوق المصغر يحتاج الى بعض المغذيات لكي يتطور من قطعة صغيرة منقولة الى كائنا حيا كاملا تدعى هذه الفرضية  Preformation    ، استبدلت فيما بعد بفكرة احدث مفادها بان العوامل الجديدة مثل الانسجة والاعضاء تظهر خلال تطور الكائن الحي ولاتوجد في تكوينه الاصلي وقد سميت هذة الفرضية Epigenesis   ان المشكلة في  قبول هذة النظرية هي ايجاد مادة وراثية لكائن حي وعلية جاء الاعتقاد بوجود جسيمات غير مرئية تدعى بالبريعم Gemmules  تشكل نسخا صغيرة لكل عضو تنتقل الى الاعضاء الجنسية  لتنبثق  عن هذا الاعتقاد ما يسمى بالنظرية الشمولية Pangenesis   ،بالاستناد الى هذه النظرية فان زيادة او قلة استعمال عضواً من الاعضاء الجسمية سوف يغير البريعمات وبالنتيجة سوف يؤدي الى تغير التوراث في الاجيال الناشئة عنه لتظهر نظرية توارث الصفات المكتسبة Inheritance Of Acquired Characteristics   ،لهذه النظرية تاريخ طويل الاان من خلال جهود العالم وايزمن Weismann في نهاية القرن التاسع عشر فقد وجد انه حتى بعد 22 جيل من الفئران التي قطعت ذيولها في كل جيل لاتزال تمتلك ذيولا لذا حل محل نظرية شمول التكوين نظرية الاصول الوراثية Germplasm Theory  والتي تفترض ان الكائن المتعدد الخلايا يعطي شكلين من الانسجة وهي
انبثق عن ذلك نظرية الجين gene theory   وهي مرتبطة بنظرية أخرى تدعى بنظرية الكروموسوم وفحواها  chromosomal theory  أن عوامل الصفات هي أجسام معينة تدعى بالجينات موجودة على الكر وموسومات بترjتيب طولي  Linear   وفردي ولكل جين موقع خاص على الكر موسوم وطبيعة خاصة وان أي تغير في موقع الحين أو في طبيعة ألجين يؤدي إلى تغير ما يمثله هذا ألجين من صفة وقد جلبت هذه النظرية انتباه الكيماويين والبيولوجيين  مما أدى إلى نشوءا الوراثة الخلوية  Cytogentic   والوراثة البايوكيمياوية      Biochemical genetics حيث  قطع علم الوراثة من خلال هذين العلمين شوطاً واسعاً من خلال التعرف الكيماوي والفيزياوي على  الكروموسومات والجينات وقد اقترح ترتيب وتركيب جريئة الحامض النووي منقوص الأوكسجين DNA من قبل العالمين Crick &Watson         عام1953    .كما كانت الدراسة الموسعة عن علاقة الحوامض النووية بتركيب وبناء البروتينات خطوة في بناء العلم وعمق مفاهيمه أما تقدم هذا العلم على  المستوي ألافقي   يتجلى بدخول علم الوراثة في تفسير واستغلال الكثير من القضايا البايولوجية على أساس وراثي مثل الوراثة الفسيولوجية والوراثة المتعلقة بالتطور الوراثة الإحصائية وعلاقة الوراثة بتحسين الحيوان والنبات وتحسين النوع البشري ووراثة الإنسان