السبت، 17 يناير 2015

القرن الأفريقي.. الأهمية الإستراتيجية.. التركيبة الإثنية والصراعات الداخلية

تعتبر منطقة القرن الأفريقي(1) واحدة من المناطق الإستراتيجية بالغة الأهمية في التقسيم الجيوبوليتيكي للعالم. فقد استحوذت طيلة التاريخ القديم والحديث على أهمية محورية في حركة المواصلات البحرية، علاوة على امتلاكها لعوامل جذب داخلية سواء بفعل مواردها الطبيعية أو بسبب مايتفاعل بها من تناقضات عرقية وسياسية وحضارية مختلفة، شأنها شأن جميع المناطق الإستراتيجية الهامة، تعتبر منطقة القرن الأفريقي جيوبوليتيكيا أكثر اتساعا وأشد تأثيرا عنها من الناحية الجغرافية. ذلك أن منطقة القرن الأفريقي على الصعيد الجغرافي تضم فقط كل من الصومال وأثيوبيا وأرتيريا وجيبوتي، أما على المستوى الجيوبوليتيكي، فإن المنطقة تشمل أيضا العديد من الدول والقوى التي تتفاعل وتتبادل علاقات التأثر والتأثير فيما بينها، مما يجعل منطقة القرن الأفريقي جيوبوليتكيا يضم مساحة هائلة من الدول التي تمتد عبر النتوء الشرقي للساحل الشمالي الشرقي لأفريقيا، المطل على خليج عدن والمحيط الهندي والمداخل الجنوبية للبحر الأحمر، والممتد من الداخل حتى حدود أثيوبيا وكينيا والسودان والصومال، ويمكن ذلك في هذا الإطار الإشارة بصفة خاصة إلى اليمن والسودان وكينيا بوصفها دولا ترتبط بعلاقات بالغة الخصوصية مع القرن الأفريقي.
 تعتبر أزمة الاندماج الوطني في منطقة القرن الأفريقي سببا رئيسيا للصراعات الداخلية، ذلك أن معظم دول القرن الأفريقي عبارة عن فسيفساء قومي وعرقي وقبلي، تتعارض فيه الانتماءات والو لاءات الأولية داخل الدولة الواحدة، وقد أدى هذا الوضع إلى سيادة وهيمنة( الروح القبلية) بدلا من مبدأ (المواطنة) وساعد على ذلك أن كثيرا من تلك الدول تبنت مناهج عقيمة للإدماج الوطني ارتكزت على قيام النظم الحاكمة( المنتمية بالضرورة إلى جماعة قومية أو عرقية) بتجاهل واستبعاد الجماعات القومية والعرقية الأخرى، وقد بدا هذا التوجه خاصة في أثيوبيا تحت الحكم الإمبراطوري والماركسي، والذي كان مرتكزا على العنصر الأمهري بالكامل، أضف إلى ذلك أن الصومال ذاتها التي تتميز بتجانس قومي ولغوي وديني ولغوي فريد، لم تفلت من هذه الأزمات، حيث كانت السياسات الحكومية في عصر سياد بري محكومة بالروح القبلية، إذ أنه أسند إلى كافة أفراد قبيلة( المريحان) كافة المراكز السياسية الهامة في البلاد، ثم ضيق دائرة المشاركة السياسية حتى انحسرت في دائرته الخاصة، الأمر الذي أدى إلى شعور الجماعات العرقية الأخرى بانعدام الثقة والعدالة، مما فتح الباب واسعا أمام موجات هائلة من الحروب الأهلية في القرن الأفريقي والتي شكلت في بعض الحالات تهديدا حقيقيا أمام بقاء كيان الدولة في حد ذاته. وسنحاول من خلال هذا المقال أن نتحدث عن الأهمية الإستراتيجية للقرن الأفريقي، التي جعلته منذ عصور من المناطق الأكثر اهتماما من قبل الدول الكبرى، سواء أتعلق الأمر بالدول الأوروبية، أو دول جنوب شرق آسيا، وكذا الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول العربية التي تعتبر القرن الإفريقي امتدادا لأمنها المائي،
إن عدم الاتفاق حول تعريف مفهوم منطقة القرن الأفريقي، يؤكد بأن الدلالة السياسية للمنطقة تتعدى الدلالة الجغرافية، نظرا للأهمية التي يحتلها موقعها المتميز والمؤثر على التفاعلات الجارية في منطقة واسعة تحتوي على مساحة كبيرة من الأرض والبحار والممرات، فالمنطقة تشرف على ممرين مائيين في غاية الأهمية، فهي تتحكم في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، الذي يعتبر أحد طريقي مرور ناقلات النفط في الخليج والجزيرة العربية إلى الدول الصناعية، مرة بقناة السويس. كما تطل هذه المنطقة أيضا على المحيط الهندي الذي تتحرك عبره أساطيل القوى الدولية الكبرى باستمرار، وهم ما أكسب دول المنطقة أهمية كبيرة، كونها تمثل نقاط ارتكاز برية وبحرية على هذه الممرات المهمة في الإستراتيجية العالمية(8). وأتاح لها الاتصال بجهات العالم الحيوية، باعتبارها تتحكم في طريق الملاحة الدولية شمالا وجنوبا وشرقا، وجعل منها أيضا نقطة وثوب لمن يتحكم فيها، وحلقة من حلقات الأحزمة الإستراتيجية في العالم، وبالتالي فمن يسيطر عليها تكون، الممرات البحرية بين مضيق هرمز، وباب المندب في تناوله.
ومنطقة القرن الأفريقي مثلها مثل باقي دول العالم، يظهر فيها بوضوح التعدد الإثني، فحدود هذه الدول كما هو معروف خطط له من قبل الدول الاستعمارية الأوروبية، دون أية مراعاة لأوضاع الجماعات الإثنية، حيث تداخلت الإثنيات وتعددت بين الدول وداخلها، وعند خروج الاستعمار من المنطقة، فشلت الدول المستقلة في التعامل مع الظاهرة الإثنية، وعدم قدرتها على السيطرة عليها داخل أنظمتها السياسية، وزاد من الظاهرة أن تبنت هذه الدول سياسات فاشلة للاندماج الوطني الواحد، ارتكزت على قيام النظم الحاكمة التي تنتمي في أغلبها إلى جماعات قومية وإثنية، واستبعاد الإثنيات الأخرى في سياساتها المبنية على منطق التعصب المركزي المستند إلى توجيه الاستثمارات الحكومية والإنفاق الحكومي نحو خدمة هذه الجماعات الإثنية دون غيرها من الجماعات الأخرى(18)، مما خلق داخل الدولة الواحدة تناقضا وتصارعا بين الانتماءات الفرعية، ترتب عليها ولاءات ضيقة ومحدودة لا تعترف بالولاء الوطني أو للجماعة الوطنية الشاملة، فالأغلبية المسيطرة عمدت إلى اضطهاد الأقلية أو الأقليات الاثنيةالأخرى، وهو مادفع تلك الأقليات عندما سمحت الفرصة لها إلى استخدام العنف والتمرد على النظام السياسي، الذي واجه الأمر باستخدام القوة المسلحة، الأمر الذي أدى إلى تفجر الصراعات  والحروب الأهلية في معظم دول القرن الأفريقي(19).
كانت أرتيريا بحكم موقعها الجغرافي معبرا لأجناس وشعوب مختلفة، منها السامية والحامية والزنجية، نتج عنه مجتمع متعدد القوميات شكل المجتمع الأرتيري الحديث، وهذا باعتراف كل من جبهة التحرير الأرتيرية والجبهة الشعبية لتحرير أرتيريا، بل إن الجبهة الأخيرة وهي الجبهة الحاكمة، ترى أن المجتمع الأرتيري يتكون من تسع قوميات مختلفة، ومتفاوتة فيما بينها، ورغم أن تجربة النضال الوطني الأرتيري، قد طورت شعور وطنيا بانتماء لدى الشعب الأرتيري، وأسست لديه هوية وطنية ( إقليمية) متميزة(20)، إلا أن الأمر لا يخلو من مطالب وانتقادات بقايا الفصائل الأرتيرية الأخرى التي لم تشارك في الحكم، والتي قد تسبب مشاكل وصراعات داخلية. خاصة وتاريخ القومية الأرتيرية مفعم بالصراع الداخلي القائم على الانقسامات العرقية والطائفية. وهذا ما اتضح خلال الحرب الأهلية التي نشبت بين الحركات الأرتيرية( جبهة التحرير الأرتيرية والجبهة الشعبية لتحرير أرتيريا)، فقد كانت العوامل العرقية والطائفية والإقليمية مشتركة في هذا الصراع.
ومنطقة القرن الأفريقي تعتبر أنموذجا للتداخل الإثني، القبلي بين الدول، فكل جماعة إثنية أو قبلية، في دولة من دوله لها عشيرة أو جزء من الجماعة في البلدان المجاورة، فالحدود السياسية قسمت القبيلة الواحدة أو الجماعة الإثنية إلى شطرين أو أكثر بين أكثر من دولة وأهم تلك الجماعات العابرة للحدود في منطقة القرن الأفريقي القبائل العفرية والصومالية، فالجماعة العفرية تنتشر في منطقة تلتقي عندها حدود كلا من أثيوبيا وأرتيريا وجيبوتي، وعلى الرغم من كون تلك الجماعة تعيش في رقعة جغرافية متصلة، فإنها لم تتمكن من تأسيس كيان سياسي مستقل بها، والعفر لم يتوزعوا في جيوب داخل أو بين الإثنيات الأخرى مثلهم مثل غيرهم من القوميات،بل أن العفر ينتشرون في منطقة صحراوية تمتد من السواحل الجنوبية لأرتيريا جنوب مصوع إلى السواحل الشمالية لجبوتي جنوب مدينة طاحورة من جهة الشرق، وحتى الهضبة الأثيوبية من جهة الغرب وتزداد هذه الصحراء اتساعا باتجاه البحر الأحمر مما يجعلها تظهر بشكل مثلث، لذلك كثيرا ما يطلق عليها بالمثلث العفري. وانطلاقا من الوحدة الإثنية والجغرافيا يسعى العفر إلى إقامة كيان سياسي خاص بهم، يقتطع أراضيه من أراضي الدول الثلاث: أثيوبيا وأرتيريا وجيبوتي، وهو الأمر الذي دفع الدول الثلاث إلى التعاون والتنسيق فيما بينها للوقوف أمام هذه الطموحات، وهذا المشروع وإجهاضه قبل أن يظهر إلى الواقع.



وحال استقلالها اتخذت لنفسها مسار معاكسا لهذه المعطيات، فتوجهت بعيدا عن العرب والمسلمين، ورفضت الانضمام لجامعة الدول العربية، بل أنها تنكرت للغة العربية، وجعلها لغة ثانية بعد التجرينية. مما يعد تنصلا من أحد أهم المبادئ التي ناضل من أجلها الشعب الأرتيري، باعتماد اللغتين العربية والتجرينية، كلغتان رسميتان للبلاد، والاعتراف أيضا بانتماء أرتيريا العربي حضاريا وثقافيا(32)، فالنظام الأرتيري بقيادة أسياس أفورقي تجاوز تلك المعطيات وأدار ظهره للعروبة والإسلام، ووطد من علاقاته ببعض الأطراف المحلية والدولية، التي لا ترغب أن تكون أرتيريا ذات توجع عربي، خاصة وأن هذه الأطراف هي من دعت وأسندت الجبهة، التي يتزعمها أسياس أفورقي خلال السنوات القليلة السابقة على الاستقلال، ولذلك اتجه النظام في أرتيريا نحو القارة الأفريقية  لتصبح أرتيريا بطابع أفريقي، وهوية ثقافية أفريقية جديدة متخطيا للواقع الثقافي والاجتماعي، ومخالفا للحقائق الجغرافية والتاريخية.

ومع تعاقب الأجيال تشرب الجيل الصومالي الجديد ثقافة الدول المستعمرة مما أحدث فجوة كبيرة في البنية الاجتماعية أتلف معه الكثير من الروابط اللغوية بين المجتمع الصومالي في المناطق المختلفة. وعلى الرغم من هذه الفجوة الثقافية التي أحدثها الاستعمار بين الأقاليم الصومالية الناطقة بالإنجليزية والإيطالية والفرنسية، فأن الثقافة الصومالية الممزوجة بالثقافة العربية الإسلامية، كانت تفرض وجودها كقوة في مواجهة الثقافات الوافدة مع المستعمر، وظهر ذلك بعد استقلال الصومال عام 1960 ، حيث شرعت الدولة الصومالية( قبل تفككها) بمعالجة الخلل الثقافي الذي تركه المستعمر الأوروبي وساعدها على ذلك مايمتلكه الشعب الصومالي من وحدة الشعور بالهوية القومية القائمة على الوحدة اللغوية والدينية والإثنية والتاريخية، حيث اتجه النظام إلى تأسيس الوحدة الصومالية عن طريق تمجيد اللغة والثقافة الصومالية، فتم معالجة الكسور في اللغة الصومالية، التي لاتكتب بجعلها لغة كتابة ، وإن كانت بالأحرف اللاتينية، وتم استبدال لغة المستعمر( الإنجليزية والإيطالية) باللغة الصومالية منذ عام1973 واعتبارها اللغة الرسمية للدولة، وعندما انضمت الصومال للجامعة العربية تم اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية ثانية للدولة الصومالية(35).
وبعد خروج الاستعمار من القرن الأفريقي ظهرت الدول المستقلة ضعيفة ومحملة بالكثير من الأعباء والمشاكل التي خلفها الاستعمار، فشلت معه في التعامل مع تلك الاختلافات وخلق آلية مناسبة لاستيعاب تلك الاختلافات والتناقضات في إطار الدولة، بل على العكس من ذلك، ساهمت السياسات التي اتبعتها هذه الدول في مرحلة مابعد الاستقلال في تعميق الاختلافات بين الجماعات المختلفة، ولعبت دورا محوريا في الدفع باتجاه الحروب الأهلية، بفعل تكريس النخب الحاكمة لسياسة التميز والتحيز لصالح الجماعة الإثنية، التي تنتمي إليها هذه النخب وحرمان الجماعات الأخرى من حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما ولد شعورا لدى هذه الجماعات بأنها، مهمشة ومستبعدة بشكل متعمد من قبل هذه النخب، وهو الأمر الذي دفعها إلى تشكيل جبهات معارضة مسلحة، حاولت تغيير الوضع القائم وتحقيق مصالحها، تراوحت أهدافها مابين التغيير الاجتماعي الشامل وتحقيق العدل والمساواة، والخلاص من الظلم، وإقامة دول جديدة(37)،  وبين تحقيق الانفصال عن الدولة الممارسة للاضطهاد. وهذا المناخ دفع بالصراعات في المنطقة إلى درجات عالية من العنف، خاصة مع رفض الأنظمة الحاكمة للالتزام بتحقيق الوحدة في إطار التنوع والاختلاف، بما ينطوي عليه ذلك من احترام الثقافات والمعتقدات للجماعات المهمشة، مما أوجد حالة من عدم الاستقرار فيس منطقة القرن الأفريقي بشكل عام نظرا لتعدد أبعاد ومستويات هذه الصراعات وتعقيدها، فهي ذات طبيعة سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية ودينية، وأبعاد داخلية وخارجية ، وكذلك ذات امتدادات تاريخية، ومن هنا فإن أسباب ومحركات الصراعات في منطقة القرن الأفريقي تتداخل مع هذه الطبيعة المركبة بكل جوانبها.
ويقصد بالصراعات الداخلية  Intra-State Conflicts تلك التي تنشب داخل الدولة الواحدة بين جماعات عرقية، أو قبلية، أو بين إقليمين أو أكثر داخل الدولة. وتتعدد أسباب الصراع الداخلي، فقد ينشأ نتيجة المطالبة بالمشاركة في السلطة والثروة، أو نتيجة المطالبة بالانفصال عن الدولة، أو غير ذلك من الأسباب. ويؤدى الصراع الداخلي إلى فقدان حالة الاستقرار السياسي، وربما يصل الأمر إلى انهيار الدولة ككل. وهناك نوع آخر من الصراعات يسمى: الصراعات الدولية Inter-State Conflicts ، وهي تلك التي تنشب بين دولتين أو أكثر، إما بسبب خلاف حول مناطق حدودية بينهما، أو بسبب وجود موارد طبيعية مشتركة داخل المحيط الجغرافي لكل منهما، أو بسبب تدخل إحداهما أو كلاهما - في الشؤون الداخلية للطرف الآخر أو غيرها من الأسباب. ويأخذ الصراع الدولي أشكالاً مختلفة، فقد يكون مجرد توجيه انتقادات وتوتر في العلاقات، أو قد يصل الأمر إلى قيام أحد الأطراف - أو كلاهما - باستخدام القوة المسلحة تجاه الطرف الآخر.

وعلى الرغم من تجانس الشعب الصومالي، إلا أنه يعانى من عدة انقسامات على أسس قبلية وعشائرية وتقسيمات أخرى فرعية. وتوجد داخل الصومال ست قبائل رئيسية، وهى: قبيلة الدارود Daarood (وتمثل نحو 35 % من إجمالي السكان)، والهاوية Hawiye (وتمثل 23% من إجمالى السكان)، والإسحاق Isaaq (وتمثل نحو 23% من إجمالى السكان)، والدير Dir (وتمثل نحو 7% من إجمالى السكان)، والديجل Digil والرحانوين Rahanwayan ويمثلان معا نحو 11% من إجمالى السكان. وتنقسم هذه القبائل إلى عشائر Clans، حيث تنقسم قبيلة الإسحاق على سبيل المثال إلى ثماثى عشائر رئيسية هى: هبر أوال Habar Awal، وهبر يونس Habar Yunnis، وهبر الإديجال Habar Lidegalle، والعرب، وأربعة عشائر لهبر جالو Habar Ja’ Lo. وتنقسم العشائر إلى فصائل Sub-Clans، وتنقسم الفصائل إلى مجموعات النسب الأساسية Primary Lineage Group، وتنقسم الأخيرة إلى مجموعات دفع الدية The Dia-Paying Group . وعلى الرغم من أنه لا توجد منطقة جغرافية محددة لكل قبيلة، إلا أن قبائل الإسحاق والدير تتركز في الشمال، بينما تتركز قبائل الديجل والرحانوين في الجنوب، وتنتشر قبيلة الهاوية حول العاصمة مقديشيو، في حين تنتشر قبيلة الدارود في الجنوب والشمال، واشتغـلت القبـائـل التي سكنت المناطق الجنوبيـة Sab بالزراعة(41).

(41) RayamAkhavan, op. cit., p. 410. See also

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق