الثلاثاء، 6 يناير 2015

العمارة كظاهرة انثروبولوجية

لعله من المفيد هنا ابراز بعض سمات العمارة في الدول العربية والاسلامية وكذلك التطرق الى بعض الجوانب التي قد تشكل مفتاحاً مهماً لفهم ما غمض منها. في البداية هناك مسحة انسانية نسبة الى الانسان كجسم ذي ابعاد ثابتة تتخذ مقياساً للبناء تميز عمائر الدول العربية والاسلامية. انها عمارة ذات ابعاد انسانية ففراغاتها منخفضة وبالإمكان ملامسة اسقفها بالقليل من الجهد كما انه من الممكن الإحاطة بكامل فراغاتها ان لم يكن بالنظر فبالحركة على الاقل. كما ان الزخارف والمنمنمات الجدارية والكتابات تقرب هذه الصورة كثيراً الى الاذهان. كما ان الحواضر العربية عادة تبنى كنسيج عضوي يشبه تعرقات اوراق الاشجار. بطبيعة الحال فإن هناك استثناءات لعل من ابرزها العمائر العثمانية التي ربما كان لتجاورها الجغرافي لاوروبا سبب في ذلك. كما ان هناك اختلافات اقليمية تفرضها عوامل الجغرافيا والمناخ. الامر مختلف تماماً في العمائر الاوروبية مثلا حيث الفراغات الفسيحة الشاهقة الارتفاع التي يتضاءل معها حجم الانسان هي السمة المميزة. كما ان الحواضر الاوروبية تتبع نظاماً متعامداً في تخطيطها. ونظراً الى هذه المرجعية التي يحتلها الإنسان في عمارته يتضح لنا مدى اهمية الدراسات الانسانية التي تتناول هذا الجانب.
هناك ايضاً مسالة انثروبولوجيا العمارة، اذ مارس معظم الشعوب العربية والاسلامية الرعي والتنقل طلباً للكلأ والزراعة قبل واثناء نشوء الممالك العربية والإسلامية. وأثرت هذه الانشطة الاقتصادية بطرق غير مباشرة في شكل العمارة الا انه ليس من الواضح بعد كيفية ومدى هذا التأثير. لعل ازدهار الزخارف المعمارية دليل على ذلك. وتعتبر هذه الزخارف احدى اهم الجوانب التي تميز العمارة في الدول العربية والاسلامية، وبالرغم من التفسيرات التي تعطى لها الا ان جذورها مستمده من فنون الحياكة والبسط والسجاد التي كانت تمارسها هذه الشعوب قبل واثناء انتقالها الى الحواضر. انى اتجه المرء بنظره الى هذه الزخارف وهي تزين العمائر يقف مندهشاً لمدى التشابه الدقيق بين النقوش المعمارية والسجاد تحديداً حتى ليخال اليه انه يقف امام منسوجات معمارية. فقد تم تحويل الاسطح المعمارية مستطيلة كانت ام منحينة الى اسطح زخرفية بتفاصيل غاية في الدقة. لقد عوضت هذه الزخارف عن صغر الفراغ المحيط بالبناء واعطت انطباعاً بالكبر والاتساع والاستمرارية بين مختلف جهات البناء. يشعر المرء نتيجة لذلك بأنه لا يزال على اتصال وثيق بجذوره حيث كانت بيوت الشعر والبسط واللحف تشكل عمارته قبل سكناه للحضر، وبالتالي أوجدت عنده نوعاً من الاستمرارية بين عمارته الجديدة وماضيه السابق، ولذلك أتت هذه العمارة منسجمة مع واقعه الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه. ونظراً الى ان معظم الشعوب العربية والاسلامية تشابه في خلفيتها الاقتصادية والاجتماعية فقد اضفى ذلك نوعا من الانسجام والوحدة بين العمائر في شرق العالم العربي والاسلامي وغربه، يبقى الانتقال من حياة الرعي والترحال الى حياة الزراعة والاستقرار ومن ثم الى سكنى الحواضر والعيش في كنف الدولة وبناء العمائر أمراً بالغ الأهمية في معرفة التسلسل الذي مرت به عملية البناء.
ان جدية الطرح في البحث عن هوية اصيلة للعمارة المعاصرة تستدعي جدية الطرح في اعادة درس العمارة في الجامعات العربية حيث تدرس العمارة في اقسام او كليات للهندسة ينظر اليها وكأنها نتاج هندسي تقني لا يتم التطرق فيه الى الجوانب الانسانية الا نادراً. وتاريخ العمارة هو اقرب الى ان يكون من اختصاص الآثاريين. بطبيعة الحال فإن الجانب الهندسي في العمارة في غاية الأهمية ولكن ليس على حساب الجوانب الإنسانية، فالعمارة كانت وما زالت ابداعاً انسانياً محضاً. اما في الدول التي قطعت شوطاً بعيداً في هذا المضمار فتعتبر كليات العمارة جزءاً من كليات العلوم الانسانية مع ما يعنيه ذلك من دراسة العمارة كنشاط انساني، وفي هذا يكمن الفارق بين النتائج المترتبة على هذين الاسلوبين. لا يستغرب والحال هكذا ان تصبح معرفتنا عن العمارة وتاريخها احادية الجانب كما لا يستغرب ان تصبح مبانينا غريبة عنا وأن نفقد هويتنا معها لأن هذه النظرة تدفع بنا الى هذا الاتجاه. وهذا جانب في حاجة الى جل الاهتمام من الاكاديميين والمختصين في هذا المجال.
تتعدد صور التعبير عن الهوية المعمارية ومحاولة ايجاد استمرارية تاريخية بين عمارة الامس وعمارة اليوم. يتمثل الاسلوب الاكثر انتشاراً اليوم في تطوير التراث. غالباً ما ارتبطت الهوية كمفهوم وفي ظل الممارسة العملية السائدة اليوم بالشكل واصبحت كمنهج تعني إلصاق بعض العناصر التقليدية بالمباني الحديثة او نقل مبان تقليدية بكاملها لتواكب استخدامات جديدة وبمواد بناء جديدة كلية لتحقيق احساس بالانتماء المزدوج. غالباً ما تم انجازه هو الاشارة الى الماضي عبر هذه العناصر والاشكال موضع التسجيل. هنا الذاكرة فقط والحنين الى الماضي هي التي تعمل عمل الهوية. اما الجوانب العديدة الاخرى وثيقة الصلة بالبناء فإنها لا تلقى الاهتمام الكافي. يأتي الفراغ - لب العمارة وجوهرها - في مقدمة عناصر التصميم التي كثيراً ماتم اهمالها عند التطرق لمفهوم الهوية. ان عدم الاهتمام بالفراغ الداخلي في التأكيد على الهوية المعمارية امر جدير بالمناقشة. ويبدو ان لذلك علاقة مباشرة بمفهوم الشكل والفراغ والعلاقة المتلازمة بينهما في عمارة المجتمعات العربية، حيث يولي الناس والمعماريون كذلك الشكل الخارجي اكثر من اهتمامهم بالفراغ الداخلي. هذا لا يعني اهمال الداخل ولكن نادراً ما يتم التعامل مع الفراغ كعنصر فاعل يحدد بدرجة كبيرة، ليس شكل البناء وهويته فقط، ولكن سلوك الانسان وارتياحه أو عدم ارتياحه من عمارته. ولعل تهدم واندثار الكثير من العمائر التي قد تشكل فراغاتها مصدراً للهوية إما بسبب تقادم العهد او بسبب الحروب او لأسباب اخرى لم يتح الفرصة للتعرف على كيفية عمارة الفراغات الداخلية في هذه العمائر. وما يعانيه الفراغ من اهمال تعانيه ايضاً انظمة التهوية والاضاءة وكذلك سلوك الناس الحركي والنفسي تجاه عمائرهم. وبطبيعة الحال عندما يتم التغاضي عن هذه المكونات التي لعبت دوراً حاسماً في تكوين العمارة التقليدية فلن تكون النتائج مشجعة بالقدر المأمول بالرغم من جدية هذا الطرح. وقد أدرك كثير من المعماريين قصور ذلك المنهج وبدأوا في اتباع اساليب اخرى في الاشارة اما الى هوية اصيلة بطرق جديدة او باتباع هوية حديثة كلية هي الآن في تطور مستمر.
اما الاسلوب الاخر فيستند الى مبدأ ان كل هوية معمارية اتت كنتيجة للتقنية المتبعة في بنائها. واذا ما عرفنا ان التقنيات المستخدمة في البناء اليوم هي تقنيات حديثة وما بعد حديثة فإن الهوية الناتجة عنها ستكون بالضرورة حديثة. ولأن هذه المواد هي مواد وافدة فان العمارة الناتجة عنها ستكون بالضرورة كذلك. وبالرغم من ان هذه العمارة تفتقر الى عنصر الذاكرة والحنين الذي يختزنه التراث الا انه بالإمكان القول ان هذه العمارة ذات انتماء محلي ما دامت قادرة على الاستجابة للمعطيات الجغرافية والثقافية للمكان واصحابه مع ما يعنيه كل ذلك من تفاصيل. وبمرور الوقت ستنشأ علاقة حميمة بين الإنسان وعمارته الحديثة تلك وستصبح بمرور الوقت وتكيفها مع الواقع عمارة محلية. فالهوية وخصوصاً في عصر ثورة الاتصالات والانتاج بالجملة ناهيك عن عصر الصناعة وما بعده هي في طور التشكل والتجديد، وربما يأتي اليوم الذي يصبح فيه الحديث عن الهوية ليس فقط المعمارية بل الهوية عموماً حديثاً غير ذي معنى.
يدرك المتمعن في تاريخ العمارة ان الانتقال من مرحلة الى اخرى يستلزم المرور بمرحلة انتقالية تجمع بين خصائص المرحلة السابقة واللاحقة يتم فيها الانتقال التدريجي للعمارة بين المرحلتين. ومن الصعب فهم العمارة الحديثة بشتى مدارسها من دون فهم تاريخ الحركات الفنية الحديثة التي واكبت تطورها. من هذه الحركات تبدو الحركة التجريدية بكامل اتجاهاتها عاملاً مهما في نشوء وارتقاء العمارة الحديثة. لقد عمل التجريد كجسر لعبور العمارة من طورها النهضوي والكلاسيكي بكافة اشكاله الى عمارة حديثة اختفت فيها الخطوط المنحنية لتحل محلها الخطوط المستقيمة، وافسحت العقود والاقواس المجال جانباً لعناصر انشائية جديدة قوامها الحديد والخرسانة، واختفت المنمنمات لتحل محلها عناصر وأسطح ملساء مجردة من كل زخرف، واخترعت مقابل ذلك لغة جديدة بالعمارة لوصف هذه التطورات اصبحت معها كلمات مثل "الطراز" و"الديكور" غريبة في القاموس الجديد للعمارة الحديثة. ان مقارنة بعض اعمال بيكاسو وبراك وموندويان وغيرهم من ذوي النزعة التكعيبية ببعض اعمال ليكوربوزيه وميس فاندرو لكفيلة بتبيان العلاقة الأكيدة بين التجريد والعمارة الحديثة كما ابتكرها هؤلاء الرواد. بل ان اعمال ليكوربوزيه نفسه هي تجسيد معماري لبعض لوحاته التجريدية التي رسمها في فترة مبكرة من حياته.
عند احتكاك اليابان بالغرب في مطلع القرن الحالي تباينت المواقف حيال العمارة الحديثة فبالرغم من استيراد عمارة الغرب كما هي في البدء الا ان ذلك سرعان ما قوبل بالمعارضة وبرز اتجاه يوفق بين العمارة الوافدة من الغرب والتقاليد المعمارية اليابانية، وذلك يعني القبول بالتقنية الغربية لانتاج مبان يابانية الملامح. اثناء ذلك كان هناك تيار من الانفصاليين تأثروا بالوظيفية وتبنوا ما يسمى بالطراز الدولي. وفي تلك الفترة ايضاً برز عدد من المعماربين أهمهم ميكاوا الذي يعتبر رائد العمارة الحديثة في اليابان وقد نادى بإعادة انتاج العمارة التقليدية اليابانية بأسلوب عصري ولأن افكارة تلك كانت سابقة لعصره فقد تم تجاهله في الاوساط الرسمية لكون أعماله حسب هذه الاوساط تفتقد الى الروح اليابانية. وفي منتصف الثلاثينات انهارت العمارة الحديثة الوليدة في اليابان وقد كان ذلك طبيعياً لظروف الحرب التي شهدتها البلاد. واثناء الحرب العالمية الثانية ازدهرت النزعة الوطنية في العمارة وامتد تأثير ذلك الى المناطق التي اخضعها اليابانيون لسيطرتهم لفترة قصيرة في شرق آسيا. ونظراً لظروف تلك المرحلة وما صاحبها من توسع فقد اتسمت عمارتها بالتناقض. وبعد خمس سنوات من نهاية الحرب عادت العمارة الحديثة للظهور في اليابان من جديد بقوة وبأسماء وصور جديدة. وظهر ساكاكورا في البداية وهو من تلاميذ ليكوربوزيه كرائد لها وقد برزت افكار هذا الأخير في أعمال تلميذه. ومن الطريف انه في الوقت الذي كانت اليابان تبني عمارتها الحديثة في هذه الفترة فإن الغرب كان قد بدأ لتوه في رفض الحداثة - في الجانب الجامد منها - والانتقال الى ما بعدها.
كانت المنازل والعمائر السكنية عموماً هي نقطة انطلاق نحو انبعاث العمارة التقليدية في اليابان بعناصرها المختلفة، ويلاحظ في هذا السياق سهولة نقل العناصر المعمارية التقليدية في اليابان الى العمارة الحديثة. ان العناصر والمصطلحات التقليدية المعمارية في اليابان هي في انسجام تام مع متطلبات العمارة الحديثة. فالحوائط الخشبية المنزلقة التي تسهل من فصل وربط الفراغات ببعضها البعض، ووحدة البسط اليابانية تسمى الواحدة منها تاتامي التي تستخدم كمقياس لاحجام الغرف والمنازل وما ينتج عن ذلك من سهولة ايجاد نظام للقياس والانشاء، واستخدام الأغلفة والستائر، وكذلك فعالية النظام الانشائي التقليدي الذي يعتمد على الخشب هي مفردات يسهل التعامل معها حسب ما تقتضيه العمارة الحديثة. يوصف البيت الياباني على انه تنظيم فراغات وفي ذلك لوحده مفتاح الفهم الكلي لمعنى العمارة اذ ان هذا التعريف يصب في قلب العمارة الحديثة التي تولي الفراغ اهمية قصوى. كل ذلك جعل انتقال العمارة اليابانية الى العمارة الحديثة امراً في متناول اليد لدرجة ان المنزل التقليدي الريفي في اليابان يبدو وكأنه لوحة من اعمال موندريان. وبالطبع فلم يكن ذلك خافياً على الرواد الغربيين انفسهم فقد يمموا اوجههم شطر اليابان ونهلوا من معين عمارتها التقليدية. فها هو ميس فاندرو يستلم الغلاف والنظام الانشائي الياباني في مبانيه وها هو الفر التو يكثر من استخدام الخشب المعتق كأرضيات لمبانيه في اسكندنافيا وهاهو المهندس الايطالي نيرفي يستلم الاشكال التقليدية اليابانية المصنوعة من الخيزران لانتاج مبان هندسية عملاقة.
وتعتبر الميتابوليزم التي ما تزال بحاجة الى ترجمة عربية للمصطلح ابداعاً معمارياً يابنياً قحاً. ونشأت هذه الحركة على أيدي مجموعة كبيرة من المعماريين بزعامة كوروكاوا. وهي في حقيقة الامر تعتبر اضافة يابانية بارزة لتاريخ العمارة العالمي. تتلخص افكار هذه الحركة في ان الحاجات الاقتصادية السائدة في اليابان إبان تلك الفترة تستلزم تفكيراً جديداً يستوجب انشاء معمار جديد قوامه كبسولات من مواد معدنية يمكن تركيبها وفكها عند الحاجة في أبراج هي في تمدد مستمر نحو الاعلى. كما ان عناصر الاثاث هي معدنية وسابقة الصنع وكأنها استمرار للكبسولة - الغرفة التي لا تتسع لأكثر من شخص او اثنين. يأتي هذا النظام في انسجام مع الوضع الاقتصادي الاجتماعي حيث الفرد العامل الذي لا يحتاج لاكثر من بضعة اقدام مربعة تفي هذه الكبسولة باحتياجاته. كما ان ازدهار الصناعة اليابانية جعل من تصنيع وفك وتركيب هذه الكبسولات امراً اعتيادياً. كما ان للحركة امتداداً ايضاً في اساليب تخطيط المدن وانشاء بعض المشاريع العملاقة. حيث يشكل ضيق الجزر اليابانية واكتظاظ المدن بالسكان عوامل مساعدة شجعت على ازدهار هذا النمط من البناء.
أما الاتجاه الثالث فقد تبلور على أيدي عدد من المعماريين الذين نشأوا في رحم الميتابوليزم وابرزهم ماكي. وتعني عمارة المحتوى الأخذ بكافة الاعتبارات الفيزيائية والثقافية وبلورتها في قالب معين. من اهم صور هذا الاتجاه هو تدرج الفراغات وهي سمة رئيسية ليس فقط في عمارة اليابان التقليدية ولكن في عمارة جنوب شرق آسيا عموماً. ومنها ايضا تفكيك البرنامج المعماري الى كتل وفراغات اصغر، وكنتيجة لذلك فان العمارة اصبحت عملية تكوين لفراغات متدرجة بأساليب ومواد حديثة وليست مغالاة في استخدام التقنية كما هو الحال في الميتابوليزم. بل ويمكن حسب هذا الاتجاه تعميم صورته على المدينة لتصبح منزلاً كبيراً تشكل الميادين العامة فيها الغرف الكبيرة في هذا المنزل. ومن الواضح هنا ان هذا الاسلوب متزامن ومتوافق في افكاره مع المدرسة الواقعية في الغرب ولكن بهوية يابانية واضحة. وما زالت عمارة المحتوى تلقى المزيد من الرواج لواقعيتها في التعامل مع متطلبات الحداثة في نسيج ياباني. حالياً ربما كان اراتا اسوزاكي هو اشهر المعماريين اليابانيين وقد كان شريكا لكنزو تانغ في بداية حياته المهنية ولكنه مالبث أن أنشأ اتجاهاً خاصاً به. وتستمد عمارة اسوزاكي جذورها من أسلوب الوحشية التي مثلها بول رودولف في اواسط هذا القرن وهكذا كانت مبانيه المبكرة عبارة عن مكعبات واسطوانات وانابيب ضخمة من الخرسانة تتجاهل البعد الانساني، وقد بدت مبانيه في الفترة المبكرة وكأنها غير منتهية ويشوبها الغموض ولكن ما لبثت تتطور شيئاً فشيئاً حتى أنشأ اسوزاكي مدرسة خاصة به وهو يعتبر محدثاً في هذا المجال. فتارة يستخدم الأقبية المنحنية طولياً وتارة تكون مبانيه تجميعاً لاشكال منتظمة تارة وغير منتظمة تارة اخرى. ومهما كان الوصف الذي ينطبق على اعماله الا ان بقايا الوحشية ما زالت راسخة لديه. ولا زالت العمارة اليابانية تولد المزيد من المعماريين ذوي الاتجاهات المتباينة الذين لم تقتصر اعمالهم على حدود الجزر اليابانية بل ان اعمالهم تنتشر في كافة انحاء العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق