الصفحات
الصفحة الرئيسية
كتب
مقالات
أبحاث
الاثنين، 12 يناير 2015
التدخين
الـمـــقــــدمــــة
الحمد لله الذى لا إله إلا هو. أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث وشرع لنا من الدين ما يقينا من كل ما يلحق الضرر بنفوسنا وعقولنا وفتح باب التوبة للذين أسرفوا على أنفسهم ليستقيم سلوكهم ويستردوا دورهم المفقود فى المجتمع.
إن ظاهرة الإدمان للمخدرات جانحة تعم العالم وتنتشر بين الشباب وبين جميع الفئات، الأمر المحزن أن بعض المسلمين يقعوا أسراء لإدمان المخدرات رغم أن الشريعة تحث على حماية الضروريات الخمس التى يقوم عليها بناء المجتمع ( حماية النفس والعقل والدين والمال والعرض)
والعقل من أهم وأعظم النعم التى أفاض الله بها على بنى البشر، وأعتبر العبث بهذه النعمة وإفسادها من الجرائم الكبرى والمخدرات من أهم العوامل التى تفسد العقل وتذهب به وتؤدى إلى فقدان التوازن البدنى والنفسى.
وللمخدرات أضرار على صحة الإنسان الجسمية والعقلية والنفسية وكذلك أضرار اقتصادية تؤثر على دخل الأسرة وكذا الدخل القومى وأضرار اجتماعية فإنها تؤدى إلى تفكك الأسر وانحراف الأبناء مما ينعكس على المجتمع بأسره.
إن من أسباب الإقبال على المخدرات ضعف الوازع الدينى فى النفوس ، وجود المال بكثرة فى أيدى بعض الفئات الجاهلة وكذا الأصدقاء والأقران والإعلام وضعف القانون .
وهذا البحث الموجز عن المخدرات يتضمن خمسة فصول .
الفصل الأول (المفاهيم فى مجال المخدرات) والفصل الثانى (فكرة تاريخية عن المخدرات) الفصل الثالث (أسباب تعاطى المخدرات ) والفصل الرابع (المشكلات الناجمة عن تعاطى المخدرات) الفصل الخامس (الإسلام والمخدرات) كما شمل الفصل الثانى أضرار المخدرات .
والله ولى التوفيق
الفصل الأول
المفاهيم فى مجال المخدرات
1) الإدمان :
التعاطى المتكرر لمادة نفسية لدرجة أن المتعاطى يكشف عن انشغال شديد بالتعاطى، كما تكشف عن عجز أو رفض للانقطاع ومت أبعاد الإدمان :-
1)
تأثير مدمر على الفرد.
2)
حالة تسمم عادية أو مزمنة.
3)
ميل إلى زيادة جرعة المادة المتعاطاة وهو ما يعرف بالتحمل.
4)
الحصول على المادة المطلوبة بأية وسيلة.
(1)
ويعرف الإدمان على المخدر بأنه نمط السلوك الملزم بتعاطى المخدر الذى يتميز بالرغبة الملزمة فى استخدام والاستزادة منه مع ميل قوى للعودة بعد الانقطاع.
(2)
2) اللهفة :
رغبة قوية فى الحصول على آثار مخدرة أو مشروب كحولى.
3) الاعتماد :
حالة نفسية، وأحيانا تكون عضوية كذلك، تنتج عن التفاعل بين كائن حى ومادة نفسية.
4) الاعتماد النفسى :
موقف يوجد فيه شعور بالرضا مع دافع نفسى بتطلب التعاطى المستمر أو الدورى لمادة نفسية مخدرة.
5) الاعتماد العضوى :
حالة تكيفية عضوية تكشف عن نفسها بظهور اضطرابات عضوية شديدة فى حالة معاكسة تأثيرها نتيجة لتناول الشخص عقاراً مضادا ً.
6) التكيف العصبى :
مجموع التغيرات العصبية المصاحبة لكل من التحمل وظهور أعراض الانسحاب.
7) تحمل :
تغير عضوى (فيزيولوجى) يتجه نحو زيادة جرعة مادة محدثة للإدمان بهدف الحصول على نفس الأثر الذى أمكن تحصيله من قبل بجرعة أقل وقد يكون التحمل عضويا ً أو سلوكيا ً.
8) انسحاب :
أعراض تحدث للفرد أثر انقطاع مفاجئ لمادة نفسية أو تخفيف جرعتها بشرط تكرار التعاطى سابقا ً.
9) تعاطى تجريبى أو استكشافى :
عملية تعاطى المادة المخدرة فى أول عهد المتعاطى بها وهو فى مرحلة تجريبها لاستكشاف أحواله معها، حتى يترتب على ذلك الاستمرار فى تعاطيها، أو الانقطاع عن التعاطى.
(3)
1)
مصطفى سويف: المخدرات والمجتمع نظرة تكاملية- عالم المعرفة- 1996م – ص ص 17-18
2)
ماهر أبو المعاطى على: الخدمة الاجتماعية فى مجال الدفاع الاجتماعى- 2000م – ص 183.
3)
المخدرات والمجتمع نظرة تكاملية: مرجع سابق- ص ص 18 – 24 .
الفصل الثانى
فكرة تاريخية عن المواد المخدرة
الإنسان فى بحثه عن السكينة واللذة وفى مكافحته للألم تعامل مع العديد من النباتات المتميزة بخواص وصفية، ومن هذه النباتات ما هو شاف من الداء وما هو سم قاتل، وبين هاتين الصفتين نجمت العلاقة الجدلية ما بين الدواء والسم وبين التحرر والقهر والاستعباد ، وهناك فرق بين تناول الدواء بقصد الشفاء وبين تناوله بحثا ً عن الهدوء والسكينة واللذة.
والدواء هو مركب طبيعى أو صناعى يتناوله بمقادير مناسبة وبقصد المعالجة والشفاء .
أما المخدر (
Drogue
) فهو مادة طبيعية أو صناعية تتمتع بخصائص فيزيولوجية متميزة فهى فى الأصل مواد أولية لصناعة الدواء
(1)
.
والمخدرات من ناحية اللغة مشتق من لفظ خدر أو أخدر وأخدر العضو أو الخادر هو الفاتر أو الكسلان أو هو فقدان الإحساس الواعى أو ضعفه .
ومن الناحية العقلية : مجموعة من العقاقير التى تؤثر على النشاط الذهنى والحالة النفسية لمتعاطيها
(2)
أولا ً : الكحوليات :
من أقدم المواد النفسية التى تعاطاها الإنسان وتعتبر الصين من أسبق المجتمعات إلى معرفتها فى عصر ما قبل التاريخ فعرفوا عمليات التخمير وعرفوا أنواع كثيرة من هذه المشروبات. منها النبيذ الأصفر من تخمر الأرز ونبيذ البيرة ونبيذ العنب .
ثانيا ً: الأفيون والخشخاش :
استخدام الطب الأفيون منذ سبعة آلاف سنة قبل الميلاد وأنه كان يستخدم فى علاج المغص عند الأطفال، ودواء فى ملاحم هوميروس كدواء يهدئ الألم والغضب وفى الهند كان نبات الخشخاش معروف من القرن السادس الميلادى وورد إلى الهند والصين من بلاد سومر وانتشر تعاطيه بين الهنود عن طريق الأكل والتدخين أو الشرب، وفى أوائل القرن التاسع عشر وضعته الهند ضمن احتكاراتها بتسويقه بالقوة فى الصين وانتهت مقاومة الصين بوقوع الحرب المعروفة باسم حرب الأفيون (1839 – 1843 )
(3)
والأفيون يستخلص من ثمرة الخشخاش وتمتاز هذه الشجرة بجمال منظرها ويستخلص من الأفيون الهيروين والمورفين .
والهروين عبارة عن مسحوق أبيض ناعم وهو أخطر أنواع المخدرات ومن خطورته أنه يدمر الجهاز العصبى.
والمورفين يستخلص من مادة الأفيون وهو يستخدم فى النواحى الطبية كمزيل للألم (مسكن) ويشتق من المورفين مادة الكورايين ويستخدم كدواء مسكن ضد السعال.
(4)
ثالثا ً: القنب الهندى :
صنعت من أليافه الحبال وأنواع من الأقمشة ويقال أنه أول ما ظهر فوق جبال الهيمالايا فى شمال الهند منذ ما يقرب من 35 قرنا واستخدم طبيا ً والى القرن العشرين قبل الميلاد وصف لعلاج الإسهال وداء الملك والملاريا والروماتزم.
وعرف فى مصر منذ حوالى القرن العشرين قبل الميلاد واستخدم وقتها فى علاج أمراض العيون وقد ازداد انتشاره مع الزحف الماغولى وقد عرف عن القنب أنه يزرع فى مصر وأنه يعرف بالحشيش كما كتب فى عالم النبات ابن البيطار (1197-1348) وقال أنه يؤكل وأن أكله يشعر بالخفة والسرور، وحاليا ليس له استخدام طبى وأضراره أنه يصيب الإنسان بالسلبية وعدم المبالاة وله تأثير سيء على صحة الإنسان.
رابعا ً: الكوكايين :
يستخرج الكوكايين من أوراق نبات الكوكا وهو شجيرة تنمو فى أمريكا الجنوبية نقلت فيما بعد إلى سيلان وجاميكا وخاصة جاوا والتى أصبحت فيما بعد المركز الأول للإنتاج. هذا وقد أشار مونتازا عام 1850 إلى أن سكان البيرو يمضغون أوراق نبات الكوكا ليزيدوا من مقاوماتهم للتعب والجوع والعطش. وهو يباع على شكل كلوريدات وهو سريع الذوبان ويتمتع بسمية عالية.
وفى عام 1986 نشر أول تقرير طبى فى واشنطن عن بعض الأوجاع المعاكسة المترتبة على الحقن بالكوكايين للتخدير فى إحدى العمليات الجراحية وإدمانه يسبب تدمير للجهاز العصبى.
خامسا ً: القات
القات شجيرة تنمو فى الجزيرة العربية وتنبت كذلك فى أفريقيا الشرقية وهى تشبه كثيرا ً شجرة الشاى أوراقها صغيرة متقابلة وذات طعم مر والإقليم المناسب لنموها رطب ومعتدل الحرارة .
ويرى بعض المؤرخين أن القات وجد فى منطقة تركستان أو أفغانستان ويشكل القات اليوم جائحة واسعة المدى فى جنوب الجزيرة العربية (اليمن) والصومال والحبشة وكينيا وأفغانستان ويتألف القات من :-
1) مادة بيكتية وراتنجية وعفن وحمض الأسكورنيك وفيتامين والكولين والماتيت.
2) عطور زيتية مائلة للاصفرار ذات طعم ورائحة مقبولة.
3) ثالث فلوريدات القايتين والفاتين.
والقات يستخدم عن طريق المصنع وفى المرحلة الأولى يشعر المرء بإحساس السعادة وينسى همومه وآلامه وعندما تشتد النشوة تتوارد عليه الأفكار والذكريات وتصبح الحركات والكلمات غير مترابطة وتصبح نظراته برامة وثابتة وتتسع حدقة العين ويتوافق ذلك بسرعة ضربات القلب وزيادة فى الضغط الدموى ومن ثم يشعر المرء أنه قادر على الأعمال الغرامية والعاطفية.
ويمكن أن نلخص عواقب الإدمان على القات بما يلى :-
1) العواقب الطبية :
أولا ً: اضطرابات هضمية- شلل المعى الغليظ – فقدان الشهية – إمساك شديد – التهابات المعدة – سيلان اللعاب – هيجان البواسير.
ثانياً: اضطرابات قلبية – ارتفاع الضغط .
ثالثا ً: اضطرابات نفسية- نوم كامل – أرق – وهن كامل- ارتخاء فكرى- حدة المزاج- كثرة الحزن.
2) العواقب الاجتماعية :
الاستهلاك المتوسط للمدمن من (100- 300) جرام فى اليوم لهذا تزداد حالة الحرمان وسوء التغذية للمدمن ومن حوله من أفراد أسرته. حيث يوفر استهلاكه من القات على حساب دخل الأسرة. ولقد أورد المكتب العربى لشئون المخدرات فى تقريره ( أن الجمهورية العربية اليمنية تخسر سنويا ما يزيد عن ثلاثة آلاف وخمسمائة مليون ساعة عمل، وهو الوقت الهائل الذى يضيع على أبناء اليمن بسبب مضغ أوراق القات وتخزينه وهو وقت تعيين قيمته فى التنمية المطلوبة لهذا البلد الإسلامى فيصيب اقتصادها بخسائر فادحة فضلا عن ألف مليون ريال ثمنا للقات الذى يستهلكه المواطنون.
سادسا ً: الطباق والتبغ :
عرفت أوروبا تدخين الطباق على أثر نقله إليها من القارة الأمريكية بعد أن تم اكتشافه فى أواخر القرن الخامس عشر عام 1604م أعلن جيمى الأول فى إنجلترا غضبه على تدخين الطباق وشبهه بشرب الكحوليات. وهو منتشر فى كل بقعة من بقاع الأرض الآن يدخنها جميع طبقات المجتمع، ويقول التاريخ بأن نبات التبغ من أصل أمريكى جلبها إلى أسبانيا عام 1518 م
وتعرف عليها سفير فرنسا فى البرتغال (جان نيكسون) عام 1526م وزرعها فى حديقته وتسببت فى موته حيث كان يعالج بها من داء الشفقية ولم يستطع أحد أن يفسر ذلك وقتها.
ومن أضرار التدخين :
أن المدخن فى حداثة عهده يصاب بغثيان ودوار الرأس وأجاع الرأس وتتعرض بعض الأجهزة كالبلعوم يصاب بالالتهاب المزمن وتشكل لويحات بيضاء فى مخاطات الفم وعسر فى الهضم واضطرابات فى الأمعاء وخفقان فى القلب وتشنجات وعائية وارتفاع الضغط الشريانى والذبحة الصدرية والجلطة القلبية وتصلب الشرايين ويصل أكسيد الكربون فى الدم للمدخن إلى حوالى 13 % وهذا النوع من الناس يعيش وكأنه مسكن على ارتفاع 3000 متر وأن ارتفاع مقدار أكسيد الكربون فى الدم بشكل مستمر يعرض المدخن إلى حوادث الذبحة القلبية (الجلطة الدموية) وخاصة لدى كبار المدخنين الذين لا يتجاوز عمرهم 50 عاما .
وفى الواقع يساعد أكسيد الكربون على تثبيت الكلورسترول فى الشرايين التاجية وكذلك التهاب الأوعية الدموية فى فخذ أو ساق المدخنين الشباب ويعتبر هذا علامة على إدمانهم على التبغ كما أن الجنين يتأثر بشكل محسوس من النيكوتين نظرا ً لقدرته على النفاذ فى مشيمة الأم إلى الجنين مما يؤخر نموه كما يزيد من نسبة وفيات ما قبل الولادة.
والدراسات المعاصرة توجه الأنظار إلى ارتفاع نسبة الوفيات من سرطانات الرئة الناجمة عن التدخين كما أن الإدمان على التدخين يضعف من القدرة الجنسية.
الأضرار الناجمة عن التدخين
1) محمد محمود الهوارى: المخدرات من القلق إلى الاستعباد – كتاب الأمة- 1987 – ص 31 .
2) الخدمة الاجتماعية فى مجال الدفاع الاجتماعى- مرجع سابق – ص 183 .
3) المخدرات والمجتمع (نظرة تكاملية) – مرجع سابق- ص ص 35 – 45 .
4) كتاب مدرسى ( أولى أعدادى ) أنت والعلوم – ص 63 .
5) المخدرات من القلق إلى الستعباد – مرجع سابق- ص ص 58 – 135 .
الفصل الثالث
أسباب تعاطى المخدرات
أولا ً: عوامل خاصة بالمتعاطى :
1) عوامل بيولوجية :
تشير البحوث إلى أن أغلب التعاطى والإدمان داخل عائلات المدمنين غير أن هذه النتائج لا يجوز أن تؤخذ على أنها حاسمة فى الكشف عن دور الوراثة فى هذا الإدمان إذ أن هذه الدراسات نفسها تكون مترتبة على التفاعلات السلوكية بين الأشخاص داخل محيط الأسرة.
2) عوامل نفسية :
العوامل النفسية المهمة فى التعاطى عملية الإيجابية أو السلوكية كخطوة أولى للمتعاطى عند إقدامه على تناول هذه المادة المخدرة أى كان لدية نوع من حب الاستطلاع لارتياد هذه الخبرة لاستكشاف حقيقتها أو رغبة فى تقليد بعض المحيطين به من الزملاء أو المعارف أو لديه الرغبة فى معاندة الكبار بأى شكل من الأشكال أما السلبية فهى شعور المتعاطى بأنه بدأ التعاطى تحت ضغط الغير من المحيطين أيا كانت طبيعة الضغط بالترغيب أو الترحيب أو التهديد. أيضا ً ما يبديه المتعاطى من اتجاه نفسى إيجابى نحو عملية تعاطى المادة المخدرة أو تلك بصورة تفوق كثيرا ما يبديه غير المتعاطين.
ثانيا ً: عوامل خاصة بالمادة المتعاطاة :
بعض المواد قادرة على استثارة الأعضاء ولها القدرة على التأثير فى المراكز العصبية لدى الإنسان وهى قادرة على استثارة الأعضاء فى حين أن بعضها الآخر عاجز عن هذه الاستثارة وهناك عوامل تتدخل فى تشكيل ظاهرة تعاطى المخدرات وهى :-
1) عوامل الوفرة :
الدرجة التى تتوافر بها المادة المخدرة فى المجتمع وعلاقتها فى شيوع الإقبال عليها، ولو على سبيل التجريب .
2) عامل الثمن :
رخص أو غلاء المادة المخدرة وهناك التجربة المصرية مع الحشيش رخص ثمنه قبل 1973 وكان الإقبال عليه وفى حالة غلاء سعره بعد الحرب 1973 حتى أنه يعتبر غير متداول اليوم وحل محله البانجو لوفرته ورخص ثمنه.
3) القوانين :
وقد لجأت الحكومات إلى استخدام آلية القانون للتأثير فى معدلات انتشار التعاطى وكذا انتشار المواد المخدرة.
(1)
وهناك عوامل أخرى
:-
- تقبل المجتمع لتعاطى المخدرات وعدم استهجان هذا السلوك .
- إظهار بعض وسائل الإعلام لمزايا المخدرات.
- كثرة الضغوط النفسية والمشكلات التى يتعرض لها الفرد داخل الأسرة والمجتمع.
(2)
ثالثا : العوامل البيئية
1) آليات المجتمع :
الإعلام (الراديو- التليفزيون- الصحافة) يستمد منها الشباب معلوماتهم عن المخدرات بجميع أنواعها .
2) الأسرة:
العلاقة بين الآباء والأبناء ومقدار التسيب والتفكك ازداد احتمال الأبناء على التعاطى، ويتحكم فى ذلك مستوى تعليم الأب أو المرتبة الاجتماعية لمهنته.
3) الأقران والأصدقاء :
وهى من العوامل الفعالة فى هذا الصدد كون هؤلاء الأقران والأصدقاء يتعاطون المخدر هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كونهم يشجعون الشباب الذى لم يتعاطى المخدر ليخوض التجربة.
(3)
1) المخدرات والمجتمع (نظرة تكاملية)- مرجع سابق- ص ص 65 – 81,
2) الخدمة الاجتماعية فى مجال الدفاع الاجتماعى- مرجع ساب – ص 194.
3) المخدرات والمجتمع (نظرة تكاملية)- مرجع سابق- ص ص 85 – 95 .
الفصل الرابع
المشكلات الناجمة عن تعاطى المخدرات
1) الآثار الجسمية لتعاطى المخدرات :
تؤثر على الجسم سلبا من حيث القوة والنشاط ومن حيث المستوى الوظيفى للجسم حيث تؤثر المخدرات على المخ والمداومة تتلف المخ ويظهر فى صورة اختلال فى التفكير واضطراب الحواس وتؤثر على الحبل الشوكى مما يجعل المتعاطى يتسم بالبلادة والبطء الشديد فى الاستجابة- كذلك الكسل والتراخى وينعكس على بطء الإنتاج وافتقاد الطموح – وانخفاض مستوى هرمون الذكورة- التأثير على جهاز المناعة وإضعافه- انخفاض عدد كرات الدم البيضاء- انخفاض القدرة على التركيز- انخفاض فى معدلات الذكاء- ضعف قوة الإبصار- الإصابة ببعض الأمراض مثل التهاب الكبد الوبائى- الإيدز- اضطرابات فى الجهاز الدورى والتنفسى- واضطرابات القلب- الموت المفاجئ أثناء تناول المخدر.
(1)
2) الآثار الاجتماعية لتعاطى المخدرات :
تؤثر على المتعاطى فى أداء دوره فى العمل والإنتاج وأدائه كزوج وأب فى عدم قدرته على الإنفاق على أسرته وقد تضطر الزوجة إلى العمل مما قد يدفعها إلى الانحراف أو السرقة كما تؤدى إلى الخلاف بينه وبين زوجته وكذا أبنائه وقد يؤدى الخلاف إلى الطلاق كما يؤدى تعاطى المخدرات إلى اهتزاز القدرة أمام الأبناء ويؤدى إلى إهمالهم وعدم تقديرهم للمسئولية التى ينعكس على أسلوب تنشئتهم ومن ثم فقدان الضبط الاجتماعى الذى يؤدى إلى انحراف الأبناء كما تتأثر علاقة المتعاطى بأقاربه وأصدقاءه وجيرانه .
3) الآثار النفسية لتعاطى المخدرات :
تتمثل فى تأثيرها على الوظائف العقلية من حيث الإدراك والتركيز والتخيل والقدرة على المبادأة، كما تؤثر على الجانب الانفعالى ويترتب على ذلك تكيف الفرد مع نفسه ومع غيره كما تؤثر على الوظيفة العصبية للجسم مما يجعله مذبذب ما بين قمة الابتهاج إلى أقصى درجات الكآبة والتعاسة .
4) الآثار الاقتصادية لتعاطى المخدرات :
تؤثر المخدرات تأثيراً ضاراً على الإنتاج القومى وبرامج التنمية بسبب تدهور إنتاجية متعاطى المخدرات والمدخنين، كما تؤثر على مستوى الدخل القومى نتيجة تهريب المبالغ الضخمة التى تهرب إلى الخارج لاستجلاب المخدرات، كما يؤدى التعاطى إلى تدهور حالة الأسر اقتصاديا وتحرم الأسرة من مطالبها الرئيسية وينخفض مستواها المعيشى والصحى والتعليمى والترفيهى ويؤدى إلى جنوح الأبناء نتيجة الحرمان. وقد أثبتت نتائج البحوث وجود ارتباط إيجابى بين التعاطى والانحراف. (2)
1) المخدرات (أوهام- أخطار- حقائق) – المجلس القومى لمكافحة وعلاج الإدمان- الطبعة الخامسة- 2001م – ص 31 .
2) المخدرات والمجتمع (نظرة تكاملية) – مرجع سابق – ص ص 164 – 168 .
الفصل الخامس
الإسلام والمخدرات
جاء الإسلام وهناك كثير من المفاسد الأخلاقية متفشية فى الجزيرة العربية والعالم أجمع فلم يشأ الإسلام أن يقوم على هذه المفاسد مرة واحدة ولكنه تدرج فى تحريم هذه الأخلاق ومن هذه العادات السيئة شرب الخمر، وكان لأهل مكة غرام بالنبيذ وكان عمر صاحب خمر فى الجاهلية وقد ظل المسلمين يشربون الخمر طيلة مقامهم بمكة ورأى عمر ما يهيجة الشراب وكثيرا ما انتهز اليهود والمنافقون أوقات الشراب ليثيروا بين الأوس والخزرج النزاع وعند ذلك سأل عمر رضى الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر وقال اللهم بين لنا فيها فنزلت الآية ( ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) صدق الله العظيم (البقرة الآية – 319)
وعاد عمر فقال اللهم بين لنا فى الخمر فإنها تذهب العقل والمال فنزلت الآية ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) صدق الله العظيم ( سورة النساء الآية – 43) .
وقلل المسلمون من الشراب فبقى فى بعضهم ما يسوء ورأى عمر ذلك فعاد يقول اللهم بين لنا فى الخرب بيانا شافيا ً فنزل قول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، إنما يريد الشيطان ليوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) (سورة المائدة الآيات 90-91) .
وتحريم الخمر يتفق مع تعاليم الإسلام التى تستهدف إيجاد شخصية قوية فى جسمها وعقلها ونفسها وما من شك فى أن الخمر تضعف الشخصية وتذهب بمقوماتها ولا سيما العقل ويقول الشاعر :
شربت الخمر حتى ضل عقلى كذلك الخمر تفعل بالعقول
أما ما يزيل العقل من غير الأشربة مثل البنج والحشيش وغيرهما من المخدرات فإنه حرام لإنه مسكر.
وفى حديث مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل مسكر خمر وكل خمر حرام)
وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ) أخرجه مسلم .
وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أسكر كثيره فقليله حرام) أخرجه أحمد وصححه ابن حيان.
وشرب الخمر وتعاطى المخدرات جريمة ولها ركنان .
الركن الأول : وهو الشرب أو التعاطى.
الركن الثانى : القصد الجنائى
ويثبت الشرب أو التعاطى بالإقرار أو شهادة الشهود على وجود رائحة الشرب والعقوبة هى الجلد، فقد استشار عمر الناس فقال عبدالرحمن بن عوف أخف الحدود ثمانون فأمر به عمر .
وتسقط العقوبة فى الحالات الآتية :-
1) الرجوع فى الإقرار .
2) رجوع الشهود عن شهاداتهم إذا كانت الشهادة هى الدليل الوحيد.
3) بطلان أهلية الشهود.
(2)
1) الفاروق عمر- محمد حسين هيكل- الجزء الأول- الطبعة الثامنة- دار المعارف- ص ص 52-54.
2) فقه السنة – السيد سابق- دار الكتاب العربى – ص ص 370- 373 .
الخـــاتـمــة
لا شك أن تعاطى المخدرات من المشاكل التى باتت تشكل خطراً جانحا ً يهدد كل فرد من أفراد المجتمع، وتزداد المشكلة خطورة حين ينزلق الشباب إل هاوية الإدمان، لذا لابد من اللجوء إلى إجراءات الوقاية حيث تعتبر من الخطوات الهامة فى التصدى لهذه المشكلة.
وهنا يبرز دور المؤسسات الاجتماعية فى الوقاية من إدمان المخدرات وهى (الأسرة – المدرسة- مراكز الشباب- وسائل الإعلام – دور العبادة) .
فالأسرة عليها المتابعة المستمرة لسلوك الأبناء والاعتدال والتوازن فى التعامل مع الأبناء دون إفراط أو تفريط والإرشاد فى اختيار الأصدقاء.
والمدرسة هى التى تتلقى الطفل ويقع عليها عبء تعليمه وتربيته وعليها وضع برامج تثقيفى حول أخطار التدخين والمخدرات والكشف الطبى الشامل وتنظيم المسابقات الرياضية والفنية والعلمية لاستيعاب طاقات الطلاب وتوجيهها.
ولمراكز الشباب دور هام بجانب هدفها الرياضى فعليها إقامة الندوات والمناقشات بوجود متخصصين للتعريف بالمخدرات وأثرها السييء.
ولوسائل الإعلام دور بارز فى احتواء ظاهرة إدمان المخدرات وعليه أن يحدد المشكلة وحجمها وكذلك تحديد الجمهور المستهدف وإعداد البرامج بواسطة متخصصين من الخبراء الاجتماعيين لتولى هذه البرامج .
وكذلك لدور العبادة دور هام بإقامة الدروس والندوات عن طريق دعاه مدربين بشكل كاف ومزودين بمعلومات كافية عن تعاطى المخدرات وتوضيح عدم مشروعية التعاطى والابتعاد عن أسلوب الوعظ المباشر وتقديم المعلومات بما يتناسب ومستوى من يوجه إليهم الحديث.
وبذلكتؤدى الوقاية هدفها بالحفاظ على الشباب مستقبل مصر وأملها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رسالة أحدث
رسالة أقدم
الصفحة الرئيسية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق