الصفحات
الصفحة الرئيسية
كتب
مقالات
أبحاث
الجمعة، 16 يناير 2015
«باليوباثولوجيا» PaleoPathology
الباليوباثولوجيا؛
هو مصطلح مأخوذ من اللغة الاغريقية وهو مؤلف من ثلاث كلمات
παλαιός, palaios
أي (قديم) و
πάθος, páthos
أي (مرض) و
λόγος, logos
أي (علم أو دراسة)، وبالتالي يصبح معنى المصطلح كالتالي: (علم الأمراض القديمة). وهو فرع من فروع الطب المتخصصة بدراسة الأمراض والتطورات التنكسية الملحوظة لدى الإنسان القديم. وهو علم حديث النشأة لا يوجد حتى الآن أية مؤسسة تعليمية متخصصة بتدريسه.
الباليوباثولوجيون (علماء الأمراض القديمة) يشكلون معارفهم من خلال تحليل الرفات البشرية، سواء ضمن اطار التعليم الطبي (علم التشريح المرضي أو الطب الشرعي) أو ضمن اطار التعلم البيولوجي المختص (أنتروبولوجيا إنسان ما قبل التاريخ، أو الباليوأنثروبولوجيا أي دراسة الإنسان القديم جداً). فكما هو الحال بالنسبة لعلماء المصريات، فان علم الأمراض القديمة كان قد نشأ بالأصل على يد باحثين طوروا أساليب وتقنيات أدت بشكل تدريجي لظهور فرع علمي جديد.
الفوائد المنتظرة من الباليوباثولوجيا
يمكن وصف علم الاحاثة، أو
باليوباثولوجيا؛
هو مصطلح مأخوذ من اللغة الاغريقية وهو مؤلف من ثلاث كلمات
παλαιός, palaios
أي (قديم) و
πάθος, páthos
أي (مرض) و
λόγος, logos
أي (علم أو دراسة)، وبالتالي يصبح معنى المصطلح كالتالي: (علم الأمراض القديمة). وهو فرع من فروع الطب المتخصصة بدراسة الأمراض والتطورات التنكسية الملحوظة لدى الإنسان القديم. وهو علم حديث النشأة لا يوجد حتى الآن أية مؤسسة تعليمية متخصصة بتدريسه.
الباليوباثولوجيون (علماء الأمراض القديمة) يشكلون معارفهم من خلال تحليل الرفات البشرية، سواء ضمن اطار التعليم الطبي (علم التشريح المرضي أو الطب الشرعي) أو ضمن اطار التعلم البيولوجي المختص (أنتروبولوجيا إنسان ما قبل التاريخ، أو الباليوأنثروبولوجيا أي دراسة الإنسان القديم جداً). فكما هو الحال بالنسبة لعلماء المصريات، فان علم الأمراض القديمة كان قد نشأ بالأصل على يد باحثين طوروا أساليب وتقنيات أدت بشكل تدريجي لظهور فرع علمي جديد.
الفوائد المنتظرة من الباليوباثولوجيا
يمكن وصف علم الاحاثة، أو «باليوباثولوجيا»
PaleoPathology
، بأنه العلم الذي يهتم بالتطور التاريخي للأمراض وعلاقاتها مع البشر، وبتاريخ تطور الكائن الإنساني ومجتمعاته. ويبدي اختصاصيو الـ «باليوباثولوجيا» اهتماماً بالحلقات المفقودة في تاريخ البشرية، خصوصاً تلك التي تتعلق بظهور حضارات أو ازدهارها أو اندثارها، والتغيير في أساليب علاج الأمراض وأنظمة التغذية تاريخياً.
هل تستطيع الهياكل العظمية التي يتفحصها العلماء إعطاء معلومات عن عيش البشر في حقب ماضية، وكذلك أمراضهم وأسباب فنائهم؟ الأرجح أن الإجابة على أسئلة كتلك تحتاج إلى تآزر أكثر من علم، وضمنها الـ «باليوباثولوجيا».
وتلعب التقنيات الحديثة دوراً فعالاً في ذلك. كل هذا وسط مجتمع منظم ومتقدم في مختلف قطاعاته، فالبحث العلمي أصبح تفرعات شتى تتعامل وتتعاون في ما بينها. لكن يـلاحـظ ان العـالَم المتـقـدم يـقـف وراء تطور هذه العلوم، وعالمنا النامي بما في ذلك العالم العربـي شبه غائب، الا في اطار استثناءات نادرة تصبح مهمتها تأكيد القاعدة لا نفيها.
لقد حصد «الطاعون الأسود» خلال القرن الرابع عشر عشرين مليون ضحية وقتل «الزكام الاسباني» اربعين مليوناً عام (1918). يمكن لتلك الأوبئة ان تقدم دروساً مفيدة للإنسانية، قد تعينها على درء غائلة أوبئتها الراهنة مثل «أنفلونزا الطيور» والإيدز والدرن الرئوي (السلّ) وغيرها.
ان مواد الدراسة هي اما أن تكون بقايا الجثث (غالباً أسنان وبقايا عظمية، وأحياناً هيكل عظمي كامل أو مومياء)، أو أن تكون في بعض الأحيان مواد مختلفة ذات صلة وثيقة أو بعيدة بالحالة الصحية أو باصابات تعرض لها بعض الأفراد. ومن بين الاختبارات التي أجريت بشكل مباشر على البقايا البشرية: هناك طرقاً مباشرة وأخرى غير مباشرة، حيث أن هذه الأخيرة لا تتطلب أخذ خزعاً مباشرة من المادة اكي نتجنب اتلاف المادة المكتشفة
.
الأساليب المباشرة :
دراسة مجهرية لشرائح رقيقة.
اختبارات بيولوجية جزيئية (مثل اختبار الحمض النووي الاحفوري).
الاختبارات بواسطة التحليل الكيميائي (في حال كنا نبحث عن سموم).
الأساليب غير المباشرة
:
دراسة مورفونوستية، (الفحص البصري للرفات).
التصوير الشعاعي، مع وجود عائق يتمثل بكونه ثنائي الأبعاد فقط.
الأشعة المقطعية أو (المسح الضوئي
x
)، وهو ثلاثي الأبعاد، كما أنه يسجل الأجزاء الرخوة أيضاً.
و من بين الاختبارات التي تهتم بمواد صحية أخرى دون المساس بالبقايا البشرية، فان هناك فحص البراز المحفوظ في مراحيض القرون الوسطى أو دراسة الروث المتحجر، لنشرح على سبيل المثال كيف كان يمكن للأمعاء أن تعج بالطفيليات.
أبحاث على الأجزاء الصلبة
ان الهيكل العظمي والأسنان هي أنسجة متكلسة، حيث أن بنيتها التركيبية تنجو من الأسباب المؤدية إلى التهرب البكتيري، وهو مايفسر حفظها لفترات طويلة. ولكن الاختبارات على هذه الأجزاء تستدعي معرفة بعلم العظام، وتستخدم مناهج مختلفة
.
أمراض الصدمة
تتمثل أساسا بكسور العظام التي هي من أكثر الآفات الأكثر وضوحا وأسهلها دراسة. ان حدوث كسور في العظام هو حدث غير عادي في حياة الفرد ولكنها شائعة نسبيا لدى الإنسان. ولذلك فمن غير المستغرب أن نجد النسيج العظمي مشوهاً في هياكل اعظمية من مقابر القرون الوسطى أو ما قبل التاريخ. في كثير من الأحيان نجد هناك مغالاة في الشروحات المقترحة لتفسير هذه الآفات (إصابات أثناء النزاعات). في التجمعات السكانية الحديثة ذات المعدل العمري الطويل نجد بأن احتمال تزايد تعرض الرجال لخطر الاصابة بكسور يكون بين سن 20 و 50 ثم بعد 70 عاما. أما النساء فعلى العكس فهم أقل عرضة لهذه الآفات في تلك المراحل العمرية ولكن يتم زيادة احتمال تعرضهن لهذا الخطر بشكل كبير بعد انقطاع الطمث أي بعد سن ال 50.
ان دراسة الكسور في علم الأمراض القديمة يجب أن تأخذ في الاعتبار عوامل عدة: الجنس ،العمر عند الوفاة، ومكان الكسر، نوع الكسر، والمظهر الشعاعي للعظم المحيطة به، والتهاب المفاصل المجاورة، وترقق العظام، وأمراض أخرى لبقايا الهيكل عظمي.
لكن قد تكون الكسور ذات صلة بسياقات فردية محددة مثل الكسور لدى الطفل، والكسور الناتجة عن الاصابة بسلاح، والكسور المرضية المتصلة بهشاشة العظام (تخلخل العظام مثلا) ؛ وغالباً فان سياق الكسور يبقى واسعاً وغير محدد. يمكنك أيضا العثور على أدلة غير مباشرة عن هذه الحالات "الجراحة الطبية" عندما تكون الكسور متصلة بتحركات طفيفة للشظايا، هنا يكون الغرض منها منع الحراك الفعال للأطراف.
دراسة الكسور هي منهج هام في علم الأمراض القديمة فهي قد تسمح لنا بمعرفة الظروف المعيشية والمواقف تجاه الصدمات لدى الشعوب القديمة. يجب علينا أن نعطي هذا العلم حقه العادل لما للكسور من دور هام في الشهادة عن حالة العنف لدى الشعوب القديمة. مع غض الطرف عن الكسور في مواضع تافهة ككسرالمعصم لدى المسنين أو الكسور في عظم الساق لدى الصغار والبالغين. وينبغي علينا ألا ننسى الطابع المتعدد الأسباب لمحددات الكسور على الأخص في ترقق العظام، الأمر الذي يتطلب الحذر الشديد أثناء إعطاء التفسيرات.
الاضطرابات الانتكاسية المفصلية
هي تترجم من خلال الاضطراب العظمي المجاور للمفصل مع زيادة في نسبة التكلس أو انعدامه. وتكون هذه التغييرات هي ضمن الحدود ال "طبيعية" طالما أنها غير مؤلمة ولا تؤثر على الحياة اليومية. وعلى العكس من ذلك، عند حدوث تغيرات مفاجئة أو التهاب، فهنا نتحدث عن انتكاس عضوي أو مرضي. وليس من السهل علينا دائماً أن نميز الفروقات بين التنكسية (هشاشة العظام) والمرضية (التهاب المفاصل). هذه التشوهات التنكسية غالبا ما تكون مفيدة لتحديد سبب الوفاة في أنتروبولوجيا ما قبل التاريخ.
الأمراض المعدية
نادراً ما تترك آثاراً يمكن ملاحظتها، ولكن هناك استثناءات كما هو الحال بالنسبة لتسوس الأسنان، كالحالات الالتهابية بالقرب من العظام مثل التهاب النسج الداعمة (راجع
أمراض النسج الداعمة
)
والتهاب اللثة
والجروح العميقة. ومن النادر أن يتم تشخيص الالتهابات بشكل دقيق باستثناء حالة
التهاب العظم والنقي
السفلسي التي تترك آثاراً على خصائص العظام.
التشكيلات الجديدة
قد تكون هذه التشكيلات المتكلسة لا تزال داخل أجهزة جوفاء مثل حصى الكلى أو المرارة. ويمكن أن تشمل أيضا أمراض النسج التكاثري، والأورام. إن التشخيص يمكن أن يتم مباشرة إذا كانت تنطوي على العظام أو غير مباشر من جانب التعديلات التي تسببها إذا كانت تؤثر على العظام والانسجة الرخوة بالقرب من العظام.
الاضطراب العوزي
يمكن كشفها في بعض الحالات، مثل فقر الدم، والذي يتسبب في تدهور سقف المدار (
porotic hyperostosis Cribr orbitalia
) أو الكساح بسبب نقص فيتامين (د) الذي يترك أيضا بعض الآثار على خصائص العظام.
المرض الوراثي
هي معترف بها لما تتركه من تشوهات عظمية مميزة ترتبط بها. ومع ذلك، فهي ليست متكررة وغالبا ما تؤدي إلى الوفاة المبكرة، وتؤدي لحفظ سيء للعظام بسبب هشاشتها، لا سيما إذا كان المصاب طفلاً. ولذلك، هذه الدراسة لا تزال هامشية في مجال البحوث في علم الأمراض القديمة.
اضطراب النمو
انها تتعلق بمجالات معينة، مثل مينا الاسنان وميتافيزيقية العظام الطويلة. ويمكن الكشف عن توقف النمو من خلال ملاحظة نقص تصنع مينا الاسنان (تشوه نراه على شكل أخاديد أفقية)، أو في ما يسمى بخطوط هاريس (الخطوط النهائية، المرئية في المقطع الأفقي للعظام الطويلة).
علم الأحياء الجزيئي
ان المواد اللازمة لهذه التجارب تقتصر على العظام المدمجة، أو إذا كانت الظروف مواتية لتخزين الأنسجة الأخرى. الحمض النووي المعثور عليه يمكن أن يكون ملوث من قبل الكائنات الحية في البيئة المحيطة للجسم. لذلك فاننا نعتبر بأن تحليل الحمض النووي في لب الاسنان له أهمية خاصة في هذا الصدد، لكونه معزولاً عن البيئة الخارجية.
الأبحاث الحالية تركز على فحص الحمض النووي القديم، والتي قد تقدم توضيحات حول الأمراض المعدية. فمرض مثل الطاعون على سبيل المثال، تم التعرف عليه على هياكل عظمية تعود لأوائل العصور الوسطى في ولاية بافاريا. يمكن أن يتم الكشف عن الأمراض الطفيلية مثل الملاريا. ومع ذلك فاننا لا نستطيع الكشف عن كل مسببات الأمراض المعدية،
فالكثير منها قد لا يترك أية آثار لمواد جينية سابقة يمكن الكشف عنها فعلى سبيل المثال لم تقدم البيولوجيا الجزيئية حتى الآن أية أدلة عن مرض الزهري. والكائنات الحية الدقيقة ذات جينوم
ARN
هم أكثر صعوبة للكشف وذلك نظرا لهشاشة كبيرة بهذا الجزيء. في المستقبل، ربما يتم الكشف عن الأمراض الوراثية بهذا الأسلوب.
تطور المعارف
المعلومات التي يتم جمعها عن كل فرد يتم استخدامها للتعرف على أحوالهم المعيشية وعن حالة تفشي الأمراض لديهم. ومع ذلك، فانه من النادر أن يتمكن الباحث من إعطاء نتائج واضحة واضح بشأن قضية الشذوذ. فعلى سبيل المثال فان أمراض نقص أو تباطؤ النمو لها أسباب عديدة منها (المرض وسوء التغذية أو نقص التغذية). فهذه البيانات ينبغي أن تدمج في اطار واحد مع البيانات الأنثروبولوجية (سن الوفاة، والجنس) والأثرية (مكان الدفن، وبناء مقبرة، والتقدمات الجنائزية، الخ.) لكي نتمكن من اعادة تركيب الظروف المعيشة بصفة عامة، وأحيانا على الفوارق التي قد توجد داخل المجتمع ذلته. وهكذا نتمكنا من التحقق بأن فئات معينة من الناس (الرجال والنساء والفقراء...)
حسب الحالة يكونون أكثر عرضة من غيرهم لأمراض معينة. على سبيل المثال، فان زيادة نسبة تسوس الأسنان في القبور الغنية بتجهيزاتها يوحي بأن الناس الذين كانوا يعيشون بظروف مادية جيدة كانوا يتناولون أطيب الغذاء (فدقيق القمح المطحون بشكل جيد يعزز تسوس الأسنان، ناهيك عن الإفراط في تناول الحلويات).
و يقدم علم الأمراض القديمة أيضا إسهاما مهما في معرفة تاريخ المرض. ففي مجال
الوبائيات
، فقد تمكننا أن نثبت من خلال العظام بأن الصابة بمرض السفلس (
الزهري
) كانت موجودة في العالم القديم قبل وصول الأوروبيين إلى أميركا. وفي مجال العلاج، فمن الممكن أن نتعرف على كيفية التعامل مع الأمراض في الأزمنة القديمة. فربما تكون ممارسة التربنة (ثقب الجمجمة) منذ الميزيوليت (العصر الحجري الوسيط) أفضل مثال معروف.
الباثوغرافيا
هذا الجزء من علم الأمراض القديمة لا يهتم لدراسة عينات فردية عشوائية من المجتمع بدون أية هوية مميزة، بل على العكس تماماً، فهو يهتم بدراسة الأشخاص الذين نعرف عنهم معلومات تاريخية هامة، فتحاول الوصول لمعرفة أوصافهم الجسدية والنفسية والأمراض التي ربما أصيبوا بها، فان ذلك قد يمكننا من كشف الحقيقي من المزور في التاريخ
، بأنه العلم الذي يهتم بالتطور التاريخي للأمراض وعلاقاتها مع البشر، وبتاريخ تطور الكائن الإنساني ومجتمعاته. ويبدي اختصاصيو الـ «باليوباثولوجيا» اهتماماً بالحلقات المفقودة في تاريخ البشرية، خصوصاً تلك التي تتعلق بظهور حضارات أو ازدهارها أو اندثارها، والتغيير في أساليب علاج الأمراض وأنظمة التغذية تاريخياً.
هل تستطيع الهياكل العظمية التي يتفحصها العلماء إعطاء معلومات عن عيش البشر في حقب ماضية، وكذلك أمراضهم وأسباب فنائهم؟ الأرجح أن الإجابة على أسئلة كتلك تحتاج إلى تآزر أكثر من علم، وضمنها الـ «باليوباثولوجيا».
وتلعب التقنيات الحديثة دوراً فعالاً في ذلك. كل هذا وسط مجتمع منظم ومتقدم في مختلف قطاعاته، فالبحث العلمي أصبح تفرعات شتى تتعامل وتتعاون في ما بينها. لكن يـلاحـظ ان العـالَم المتـقـدم يـقـف وراء تطور هذه العلوم، وعالمنا النامي بما في ذلك العالم العربـي شبه غائب، الا في اطار استثناءات نادرة تصبح مهمتها تأكيد القاعدة لا نفيها.
لقد حصد «الطاعون الأسود» خلال القرن الرابع عشر عشرين مليون ضحية وقتل «الزكام الاسباني» اربعين مليوناً عام (1918). يمكن لتلك الأوبئة ان تقدم دروساً مفيدة للإنسانية، قد تعينها على درء غائلة أوبئتها الراهنة مثل «أنفلونزا الطيور» والإيدز والدرن الرئوي (السلّ) وغيرها.
ان مواد الدراسة هي اما أن تكون بقايا الجثث (غالباً أسنان وبقايا عظمية، وأحياناً هيكل عظمي كامل أو مومياء)، أو أن تكون في بعض الأحيان مواد مختلفة ذات صلة وثيقة أو بعيدة بالحالة الصحية أو باصابات تعرض لها بعض الأفراد. ومن بين الاختبارات التي أجريت بشكل مباشر على البقايا البشرية: هناك طرقاً مباشرة وأخرى غير مباشرة، حيث أن هذه الأخيرة لا تتطلب أخذ خزعاً مباشرة من المادة اكي نتجنب اتلاف المادة المكتشفة
.
الأساليب المباشرة :
دراسة مجهرية لشرائح رقيقة.
اختبارات بيولوجية جزيئية (مثل اختبار الحمض النووي الاحفوري).
الاختبارات بواسطة التحليل الكيميائي (في حال كنا نبحث عن سموم).
الأساليب غير المباشرة
:
دراسة مورفونوستية، (الفحص البصري للرفات).
التصوير الشعاعي، مع وجود عائق يتمثل بكونه ثنائي الأبعاد فقط.
الأشعة المقطعية أو (المسح الضوئي
x
)، وهو ثلاثي الأبعاد، كما أنه يسجل الأجزاء الرخوة أيضاً.
و من بين الاختبارات التي تهتم بمواد صحية أخرى دون المساس بالبقايا البشرية، فان هناك فحص البراز المحفوظ في مراحيض القرون الوسطى أو دراسة الروث المتحجر، لنشرح على سبيل المثال كيف كان يمكن للأمعاء أن تعج بالطفيليات.
أبحاث على الأجزاء الصلبة
ان الهيكل العظمي والأسنان هي أنسجة متكلسة، حيث أن بنيتها التركيبية تنجو من الأسباب المؤدية إلى التهرب البكتيري، وهو مايفسر حفظها لفترات طويلة. ولكن الاختبارات على هذه الأجزاء تستدعي معرفة بعلم العظام، وتستخدم مناهج مختلفة
.
أمراض الصدمة
تتمثل أساسا بكسور العظام التي هي من أكثر الآفات الأكثر وضوحا وأسهلها دراسة. ان حدوث كسور في العظام هو حدث غير عادي في حياة الفرد ولكنها شائعة نسبيا لدى الإنسان. ولذلك فمن غير المستغرب أن نجد النسيج العظمي مشوهاً في هياكل اعظمية من مقابر القرون الوسطى أو ما قبل التاريخ. في كثير من الأحيان نجد هناك مغالاة في الشروحات المقترحة لتفسير هذه الآفات (إصابات أثناء النزاعات). في التجمعات السكانية الحديثة ذات المعدل العمري الطويل نجد بأن احتمال تزايد تعرض الرجال لخطر الاصابة بكسور يكون بين سن 20 و 50 ثم بعد 70 عاما. أما النساء فعلى العكس فهم أقل عرضة لهذه الآفات في تلك المراحل العمرية ولكن يتم زيادة احتمال تعرضهن لهذا الخطر بشكل كبير بعد انقطاع الطمث أي بعد سن ال 50.
ان دراسة الكسور في علم الأمراض القديمة يجب أن تأخذ في الاعتبار عوامل عدة: الجنس ،العمر عند الوفاة، ومكان الكسر، نوع الكسر، والمظهر الشعاعي للعظم المحيطة به، والتهاب المفاصل المجاورة، وترقق العظام، وأمراض أخرى لبقايا الهيكل عظمي.
لكن قد تكون الكسور ذات صلة بسياقات فردية محددة مثل الكسور لدى الطفل، والكسور الناتجة عن الاصابة بسلاح، والكسور المرضية المتصلة بهشاشة العظام (تخلخل العظام مثلا) ؛ وغالباً فان سياق الكسور يبقى واسعاً وغير محدد. يمكنك أيضا العثور على أدلة غير مباشرة عن هذه الحالات "الجراحة الطبية" عندما تكون الكسور متصلة بتحركات طفيفة للشظايا، هنا يكون الغرض منها منع الحراك الفعال للأطراف.
دراسة الكسور هي منهج هام في علم الأمراض القديمة فهي قد تسمح لنا بمعرفة الظروف المعيشية والمواقف تجاه الصدمات لدى الشعوب القديمة. يجب علينا أن نعطي هذا العلم حقه العادل لما للكسور من دور هام في الشهادة عن حالة العنف لدى الشعوب القديمة. مع غض الطرف عن الكسور في مواضع تافهة ككسرالمعصم لدى المسنين أو الكسور في عظم الساق لدى الصغار والبالغين. وينبغي علينا ألا ننسى الطابع المتعدد الأسباب لمحددات الكسور على الأخص في ترقق العظام، الأمر الذي يتطلب الحذر الشديد أثناء إعطاء التفسيرات.
الاضطرابات الانتكاسية المفصلية
هي تترجم من خلال الاضطراب العظمي المجاور للمفصل مع زيادة في نسبة التكلس أو انعدامه. وتكون هذه التغييرات هي ضمن الحدود ال "طبيعية" طالما أنها غير مؤلمة ولا تؤثر على الحياة اليومية. وعلى العكس من ذلك، عند حدوث تغيرات مفاجئة أو التهاب، فهنا نتحدث عن انتكاس عضوي أو مرضي. وليس من السهل علينا دائماً أن نميز الفروقات بين التنكسية (هشاشة العظام) والمرضية (التهاب المفاصل). هذه التشوهات التنكسية غالبا ما تكون مفيدة لتحديد سبب الوفاة في أنتروبولوجيا ما قبل التاريخ.
الأمراض المعدية
نادراً ما تترك آثاراً يمكن ملاحظتها، ولكن هناك استثناءات كما هو الحال بالنسبة لتسوس الأسنان، كالحالات الالتهابية بالقرب من العظام مثل التهاب النسج الداعمة (راجع
أمراض النسج الداعمة
)
والتهاب اللثة
والجروح العميقة. ومن النادر أن يتم تشخيص الالتهابات بشكل دقيق باستثناء حالة
التهاب العظم والنقي
السفلسي التي تترك آثاراً على خصائص العظام.
التشكيلات الجديدة
قد تكون هذه التشكيلات المتكلسة لا تزال داخل أجهزة جوفاء مثل حصى الكلى أو المرارة. ويمكن أن تشمل أيضا أمراض النسج التكاثري، والأورام. إن التشخيص يمكن أن يتم مباشرة إذا كانت تنطوي على العظام أو غير مباشر من جانب التعديلات التي تسببها إذا كانت تؤثر على العظام والانسجة الرخوة بالقرب من العظام.
الاضطراب العوزي
يمكن كشفها في بعض الحالات، مثل فقر الدم، والذي يتسبب في تدهور سقف المدار (
porotic hyperostosis Cribr orbitalia
) أو الكساح بسبب نقص فيتامين (د) الذي يترك أيضا بعض الآثار على خصائص العظام.
المرض الوراثي
هي معترف بها لما تتركه من تشوهات عظمية مميزة ترتبط بها. ومع ذلك، فهي ليست متكررة وغالبا ما تؤدي إلى الوفاة المبكرة، وتؤدي لحفظ سيء للعظام بسبب هشاشتها، لا سيما إذا كان المصاب طفلاً. ولذلك، هذه الدراسة لا تزال هامشية في مجال البحوث في علم الأمراض القديمة.
اضطراب النمو
انها تتعلق بمجالات معينة، مثل مينا الاسنان وميتافيزيقية العظام الطويلة. ويمكن الكشف عن توقف النمو من خلال ملاحظة نقص تصنع مينا الاسنان (تشوه نراه على شكل أخاديد أفقية)، أو في ما يسمى بخطوط هاريس (الخطوط النهائية، المرئية في المقطع الأفقي للعظام الطويلة).
علم الأحياء الجزيئي
ان المواد اللازمة لهذه التجارب تقتصر على العظام المدمجة، أو إذا كانت الظروف مواتية لتخزين الأنسجة الأخرى. الحمض النووي المعثور عليه يمكن أن يكون ملوث من قبل الكائنات الحية في البيئة المحيطة للجسم. لذلك فاننا نعتبر بأن تحليل الحمض النووي في لب الاسنان له أهمية خاصة في هذا الصدد، لكونه معزولاً عن البيئة الخارجية.
الأبحاث الحالية تركز على فحص الحمض النووي القديم، والتي قد تقدم توضيحات حول الأمراض المعدية. فمرض مثل الطاعون على سبيل المثال، تم التعرف عليه على هياكل عظمية تعود لأوائل العصور الوسطى في ولاية بافاريا. يمكن أن يتم الكشف عن الأمراض الطفيلية مثل الملاريا. ومع ذلك فاننا لا نستطيع الكشف عن كل مسببات الأمراض المعدية،
فالكثير منها قد لا يترك أية آثار لمواد جينية سابقة يمكن الكشف عنها فعلى سبيل المثال لم تقدم البيولوجيا الجزيئية حتى الآن أية أدلة عن مرض الزهري. والكائنات الحية الدقيقة ذات جينوم
ARN
هم أكثر صعوبة للكشف وذلك نظرا لهشاشة كبيرة بهذا الجزيء. في المستقبل، ربما يتم الكشف عن الأمراض الوراثية بهذا الأسلوب.
تطور المعارف
المعلومات التي يتم جمعها عن كل فرد يتم استخدامها للتعرف على أحوالهم المعيشية وعن حالة تفشي الأمراض لديهم. ومع ذلك، فانه من النادر أن يتمكن الباحث من إعطاء نتائج واضحة واضح بشأن قضية الشذوذ. فعلى سبيل المثال فان أمراض نقص أو تباطؤ النمو لها أسباب عديدة منها (المرض وسوء التغذية أو نقص التغذية). فهذه البيانات ينبغي أن تدمج في اطار واحد مع البيانات الأنثروبولوجية (سن الوفاة، والجنس) والأثرية (مكان الدفن، وبناء مقبرة، والتقدمات الجنائزية، الخ.) لكي نتمكن من اعادة تركيب الظروف المعيشة بصفة عامة، وأحيانا على الفوارق التي قد توجد داخل المجتمع ذلته. وهكذا نتمكنا من التحقق بأن فئات معينة من الناس (الرجال والنساء والفقراء...)
حسب الحالة يكونون أكثر عرضة من غيرهم لأمراض معينة. على سبيل المثال، فان زيادة نسبة تسوس الأسنان في القبور الغنية بتجهيزاتها يوحي بأن الناس الذين كانوا يعيشون بظروف مادية جيدة كانوا يتناولون أطيب الغذاء (فدقيق القمح المطحون بشكل جيد يعزز تسوس الأسنان، ناهيك عن الإفراط في تناول الحلويات).
و يقدم علم الأمراض القديمة أيضا إسهاما مهما في معرفة تاريخ المرض. ففي مجال
الوبائيات
، فقد تمكننا أن نثبت من خلال العظام بأن الصابة بمرض السفلس (
الزهري
) كانت موجودة في العالم القديم قبل وصول الأوروبيين إلى أميركا. وفي مجال العلاج، فمن الممكن أن نتعرف على كيفية التعامل مع الأمراض في الأزمنة القديمة. فربما تكون ممارسة التربنة (ثقب الجمجمة) منذ الميزيوليت (العصر الحجري الوسيط) أفضل مثال معروف.
الباثوغرافيا
هذا الجزء من علم الأمراض القديمة لا يهتم لدراسة عينات فردية عشوائية منالمجتمع بدون أية هوية مميزة، بل على العكس تماماً، فهو يهتم بدراسة الأشخاص الذيننعرف عنهم معلومات تاريخية هامة، فتحاول الوصول لمعرفة أوصافهم الجسدية والنفسيةوالأمراض التي ربما أصيبوا بها، فان ذلك قد يمكننا من كشف الحقيقي من المزور فيالتاريخ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رسالة أحدث
رسالة أقدم
الصفحة الرئيسية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق